آخر الأخبار

الأنظار تتجه إلى نيويورك قبيل تصويت مجلس الأمن على قرار حاسم بشأن الصحراء المغربية

تتركز الأنظار على نيويورك، حيث يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة مساء الجمعة للتصويت على مشروع قرار جديد بشأن قضية الصحراء المغربية، يحمل توجهًا واضحًا نحو دعم مقترح الحكم الذاتي كإطار أساسي للحل، مع التأكيد على ضرورة إجراء المفاوضات دون شروط مسبقة.

المشروع الذي أعدّته الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها صاحبة القلم في هذا الملف، ينص على أن الحل المطلوب يجب أن يكون سياسيًا ودائمًا وعادلًا ومقبولًا من الطرفين، بما يضمن حق تقرير المصير لسكان الصحراء، ويشير إلى أن الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية يمثل الخيار الأكثر واقعية. كما يقضي القرار بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) إلى 31 أكتوبر 2026، بدل الموعد المقترح سابقًا في نهاية يناير من السنة ذاتها.

ويعبّر النص عن دعم مجلس الأمن الكامل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ولمبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا، داعيًا جميع الأطراف إلى المشاركة بجدية في المفاوضات دون شروط مسبقة، استنادًا إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي، بهدف التوصل إلى حل سياسي نهائي ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة ويضمن الاستقرار في المنطقة. كما يشجع القرار الدول الأعضاء على تقديم الدعم والمساندة لجهود الوساطة الأممية، ويطلب من الأمين العام تقديم إحاطات دورية للمجلس ومراجعة استراتيجية لعمل بعثة المينورسو خلال الأشهر الستة المقبلة.

وتشير مصادر دبلوماسية بالأمم المتحدة إلى استمرار النقاش بين الأعضاء الدائمين حول بعض الصياغات الحساسة، خاصة تلك التي تؤكد على مقترح الحكم الذاتي المغربي كأساس للتفاوض. وتعتبر الرباط هذا التوجه اعترافًا متجددًا بجدية وواقعية مبادرتها، بينما تتحفظ الجزائر وجبهة البوليساريو على أي دعم صريح للمقترح المغربي.

ووفق ما نقلته وكالة رويترز، فإن مشروع القرار يؤكد أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر واقعية لإنهاء نزاع استمر لأكثر من نصف قرن. كما أشارت الوكالة إلى معارضة الجزائر، العضو غير الدائم في المجلس، وجبهة البوليساريو لأي صيغة تدعم هذا التوجه، حيث لوّحت الجزائر بعدم التصويت لصالح القرار إذا تضمّن دعمًا صريحًا للمبادرة المغربية. وفي المقابل، أبدت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا دعمها الواضح لسيادة المغرب على الإقليم، معتبرة أن مقترح الحكم الذاتي يشكل الإطار الأمثل للحل، في ظل تحول تدريجي في الموقف الأوروبي نحو الطرح المغربي.

وبذلك، يُنتظر أن يشكل التصويت المرتقب محطة مفصلية في مسار قضية الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على اتساع التأييد الدولي للمبادرة المغربية باعتبارها الأساس الواقعي لإنهاء هذا النزاع الطويل.

المقال التالي