“ترامب” في مرمى الاتهام الجزائري: من “الكاذب” إلى “النازي” بسبب موقفه من الصحراء المغربية

في تصريحات مثيرة للجدل، وصف مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لشؤون العالم العربي وإفريقيا، موقف الولايات المتحدة من نزاع الصحراء بـ”المتفائل”، مؤكداً أن واشنطن ترى في مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب أساساً موثوقاً لحل سلمي دائم تحت السيادة المغربية. هذه التصريحات جاءت في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، وأثارت ردود فعل غاضبة في وسائل الإعلام الجزائرية ومواقع التواصل الاجتماعي.
الانتقادات شملت اتهامات للولايات المتحدة بالانحياز لصالح المغرب، حيث تداولت بعض المنابر الإعلامية صوراً من مدينة العيون تظهر احتجاجات ضد مقترح الحكم الذاتي، لكن لم يتم التحقق من صحتها. في الجزائر، تصاعدت الحملة الإعلامية ضد تصريحات ترامب، حيث وصفه البعض بـ”الكاذب” و”النازي”، معتبراً أن موقفه يتجاهل الواقع الثقافي والسياسي للمنطقة.
في هذا السياق، نشرت صحيفة الشروق الجزائرية مقالاً اتهمت فيه المغرب بالخداع، مشيرة إلى أن ترامب قد تم تضليله بشأن فتح قنصلية أميركية في الداخلة. كما وصف المقال إعلان ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء بالـ”دعاية السياسية الفارغة”، واعتبره محاولة لتسويق إنجاز دبلوماسي غير حقيقي.
وتبنى هذا الخطاب العديد من وسائل الإعلام الجزائرية التي واصلت الهجوم على ترامب، متهمة إياه بـ”خيانة مبدأ تقرير المصير” وفرض “حل غير عادل”. في المقابل، لم تقدم هذه الصحف أدلة موثوقة تدعم هذه الاتهامات. فالمرسوم الذي وقعه ترامب في ديسمبر 2020 لم يكن سوى إعلان سياسي يعترف بسيادة المغرب على الصحراء دون أن يتراجع عن دعم الحلول السلمية تحت إشراف الأمم المتحدة.
الجدل حول هذا الموقف يعكس التوترات المستمرة بين الجزائر والمغرب بشأن الصحراء، ويستمر الإعلام الجزائري في تشكيك مصداقية الموقف الأميركي رغم التأكيدات الرسمية بأن الحل يبقى ضمن إطار الأمم المتحدة.

تعليقات