آخر الأخبار

الفاشر ومأساة المدنيين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع… تفاصيل وأصل النزاع

سيطرت قوات الدعم السريع منذ أول أمس الإثنين، على مدينة الفاشر في إقليم دارفور بعد هجمات مكثفة استمرت لأيام، شملت حصاراً واشتباكات جوية ومدفعية، ما أدى إلى سيطرتها على المدينة وتعزيز نفوذها في غرب السودان، بينما يحافظ الجيش على بعض المواقع في مناطق أخرى.

و أعقب السيطرة على المدينة تسجيل انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، تضمنت عمليات إعدام ميدانية، واستهداف جماعات مدنية، وتدمير المستشفيات والمدارس والمرافق الأساسية، ما أسهم في تصاعد الأزمة الإنسانية في الإقليم.

ويعود أصل النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تراكم التوترات بين الطرفين منذ سنوات، إذ كانت قوات الدعم السريع تعمل كمليشيا موازية للجيش، وتمتعت بنفوذ واسع بعد اتفاقيات سلمية مؤقتة، لكنها دخلت في صراع مباشر مع الجيش بسبب اختلاف الرؤى حول السلطة والسيطرة على الموارد الاستراتيجية. تصاعدت الأحداث بسرعة مع إخفاق الجهود السياسية في حل الخلافات بين الطرفين، ما أدى إلى اندلاع القتال المسلح المفتوح في أبريل 2023.

الوضع الإنساني في دارفور أصبح كارثياً، حيث فر آلاف المدنيين من الفاشر بحثاً عن مأوى، بينما يعاني من بقي في المدينة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء؛ المخيمات والنازحون يواجهون ظروفاً قاسية، وتهدد بعض المناطق موجة محتملة من المجاعة نتيجة استمرار النزاع وتأخر المساعدات الإنسانية.

النزاع العسكري أدى إلى تفتت السيطرة على الأرض، إذ يحقق الجيش تقدماً في بعض الجبهات، بينما يوسع الدعم السريع نفوذه في مناطق أخرى، ما يزيد احتمالية تقسيم البلاد فعلياً إلى مناطق نفوذ متنافسة ويعقد فرص التوصل إلى حل سياسي شامل. كما أثر النزاع على البنية التحتية والخدمات الأساسية، ما زاد من معاناة المدنيين وعطّل فرص التنمية في الإقليم.

المقال التالي