العنزي تاشفين ينبه إلى مأساة مؤسس المرابطين: إرث تاريخي في خطر الإهمال

نبه الناشط الحقوقي سعيد العنزي تاشفين، خلال استضافته في برنامج “بدون لغة خشب” على ميد راديو، إلى ضرورة الالتفات إلى ضريح السلطان المرابطي يوسف بن تاشفين، مؤسس مدينة مراكش عام 465 للهجرة/1062 للميلاد.
وأكد العنزي في حديثه مع الصحفي رضوان الرمضاني، أن حالة الضريح الحالية لا ترقى إلى مكانة يوسف بن تاشفين التاريخية والسياسية والعلمية، مشددا على أن الحفاظ على هذا المعلم يعد واجبا وطنيا وأخلاقيا يفرض التدخل العاجل لإعادة الاعتبار له.
ويقع ضريح يوسف بن تاشفين، المعروف محليا باسم “سيدي يوسف”، بين مسجد الكتبية الشامخ بصومعته وبابي “الرب” و”أكناو”، ويطل على ساحة “جامع الفنا”.
ويفتقد الضريح إلى اللافتات التوضيحية والمرافق الأساسية، بما في ذلك الماء والكهرباء، ويعتمد بشكل كامل على جهود المتطوعين والزوار للحفاظ على نظافته وترتيبه.
وأشار العنزي تاشفين الى أن هذا التواضع الغريب لا يتناسب مع مكانة “أمير المسلمين” التاريخية كموحد الأندلس وبطل معركة الزلاقة ضد الإسبان.
ويشير الضريح إلى الزهد الذي اختاره يوسف بن تاشفين في حياته، فبالرغم من تأسيسه أول إمبراطورية في الغرب الإسلامي وبصمته الواضحة على تاريخ المغرب، فضل الانزواء بهدوء في مرقده داخل المدينة التي أسسها؛ إلا أن مرور السياح والزوار على الموقع غالبا ما يكون مرور الكرام، إذ لا توجد أي إشارات أو معلومات تثري تجربة الزائر أو توضح عظمة الشخصية التاريخية للسلطان المرابطي.
ويظهر الواقع الحالي للضريح، بحسب متطوعين وزوار، إهمالا واضحا من وزارة الثقافة، التي لم توفر الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، ولم تتخذ خطوات لإقامة متحف أو تعيين مرشدين لتعريف الجمهور بمكانة يوسف بن تاشفين التاريخية.
ويشير الناشطون والمؤرخون إلى أن هذا الإهمال لا يعكس فقط تقديرا ناقصا للتراث الوطني، بل يشكل أيضا فقدانا لفرصة تعليمية وثقافية للأجيال القادمة لتعريفهم بتاريخ مؤسس مراكش وموحد الأندلس وبطل معركة الزلاقة.

تعليقات