آخر الأخبار

من وسيلة نظيفة إلى مصدر قلق.. المغاربة يتوجسون من “التروتينيت”

كشف استطلاع رأي أنجزته مجموعة “سونرجيا” المتخصصة في الدراسات، أن نحو 45 في المائة من المغاربة يرون في الدراجات الكهربائية (التروتينيت) وسيلة مناسبة للتنقل داخل المدن، من بينهم قرابة الثلث يعتبرونها خيارا “جيدا جدا”.

ورغم النظرة الإيجابية التي حظيت بها هذه الوسيلة، فإن جزءا مهما من المواطنين ما يزال مترددا بشأن مدى فعاليتها، إذ إن 26 في المائة من المستجوبين لم يبدوا أي موقف واضح من الموضوع. كما أظهر الاستطلاع أن انتشار الدراجات الكهربائية في المغرب لا يزال محدودا للغاية، حيث لا تتجاوز نسبة من يمتلكونها 5 في المائة فقط من المشاركين.

في المقابل، عبّر عدد كبير من المستجوبين عن تخوفهم من المخاطر التي قد تترتب عن الاستعمال غير المنظم لهذه الوسيلة، سواء من حيث الفوضى في حركة المرور أو احتمال ارتفاع حوادث السير. وأكد 42 في المائة من المستجوبين ضرورة تقييد استعمال الدراجات الكهربائية في بعض المناطق داخل المدن، وهي فكرة حظيت بدعم أكبر لدى سكان الجنوب والفئات الميسورة، التي تولي أهمية خاصة لموضوع السلامة وتنظيم الفضاء العام.

كما أظهر الاستطلاع أن 31 في المائة من المشاركين لم يعبروا عن موقفهم من فكرة المنع الجزئي لهذه الدراجات في مناطق معينة.

ويرى مراقبون أن الدراجات الكهربائية أصبحت تمثل اتجاها عالميا نحو وسائل نقل أكثر نظافة ومرونة، غير أن إدماجها في السياق المغربي يستدعي تأطيرا قانونيا واضحا يضمن التوازن بين حرية التنقل ومتطلبات السلامة الطرقية.

وفي هذا الإطار، أعدت وزارة النقل واللوجيستيك مشروعا لتعديل مدونة السير من أجل تقنين استخدام الدراجات الكهربائية. ويتضمن المشروع لائحة جديدة من المخالفات تشمل القيادة دون خوذة، وعدم احترام إشارات المرور، وتجاوز الأضواء الحمراء، إضافة إلى استعمال الهاتف أثناء القيادة.

كما حدد المشروع تصنيفات دقيقة لأنواع هذه المركبات، منها الدراجات المزودة بمحرك كهربائي لا تتجاوز قوته 250 واط، على أن يتوقف التيار الكهربائي عند توقف السائق عن الدوس أو عند بلوغ سرعة 25 كيلومترا في الساعة. كما تم تعريف مركبات التنقل الشخصي بمحرك، مثل الدراجات الكهربائية بدون مقعد، المخصصة لشخص واحد فقط، مع تحديد سرعتها القصوى بين 6 و25 كيلومترا في الساعة لضمان سلامة مستعمليها والمارة.

المقال التالي