ترامب وكيم جونغ أون: لقاء محتمل وسط ملفات نووية وتجارية حساسة

عبد الله مشنون
كاتب صحفي مقيم في ايطاليا
مع انطلاق جولته الآسيوية الأولى منذ عودته إلى السلطة، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، رغم أن الاجتماع ليس مقررًا رسميًا خلال الزيارة. تصريحات ترامب، التي جاءت قبيل مغادرته واشنطن، أعادت الاهتمام بقضايا الأمن النووي والسياسة الأميركية في شبه الجزيرة الكورية.
تتضمن الجولة زيارة كوريا الجنوبية، اليابان، وماليزيا، حيث يخطط ترامب لعقد محادثات استراتيجية مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، تتناول العلاقات التجارية وقضية تايوان، إضافةً إلى السعي لإطلاق سراح قطب الإعلام جيمي لاي في هونغ كونغ.
وفي تعليقاته حول كوريا الشمالية، وصف ترامب البلاد بأنها “قوة نووية نوعًا ما”، وأشار إلى أن بيونغ يانغ تمتلك ترسانة نووية كبيرة، وهو ما يضع الحوار في إطار دقيق يتطلب التوازن بين الدبلوماسية والضغط العسكري.
على الرغم من التأكيد الأميركي الرسمي بأن لقاء ترامب وكيم لن يحدث خلال الجولة الحالية، إلا أن الرئيس أعرب عن رغبته في لقاء محتمل بالمستقبل القريب. وزير الوحدة الكوري الجنوبي، تشونغ دونغ يونغ، أعرب عن تفاؤله بإمكانية عقد اجتماع، مؤكدًا أن المؤشرات الحالية تشير إلى استعداد الطرفين للتفاوض.
تجدر الإشارة إلى أن ترامب وكيم التقيا سابقًا في ثلاث قمم خلال فترة ولاية ترامب الأولى: في سنغافورة 2018، في هانوي 2019، وفي المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين. ورغم عدم تحقيق نتائج حاسمة، فإن تلك اللقاءات شكّلت قاعدة لتبادل الرسائل والدبلوماسية المباشرة بين الطرفين.
تصريحات ترامب الأخيرة تسلط الضوء على التحديات الكبيرة أمام واشنطن وبيونغ يانغ: الاعتراف المتبادل بالقوة النووية، الضمانات الأمنية، والقيود على برامج الصواريخ الباليستية. من جهته، أكد كيم في تصريحات سابقة أن كوريا الشمالية لن تتخلى عن ترسانتها النووية، معتبرًا أن العقوبات أو الضغوط لا تزعزع موقفه.
السيناريو المستقبلي يتطلب من الطرفين توازناً دقيقاً: من جهة السعي للحوار والهدوء الإقليمي، ومن جهة أخرى حماية المصالح الاستراتيجية والقوة الردعية. تصريح ترامب بأن اللقاء وارد، يعكس الانفتاح على الحوار رغم تعقيدات الملف النووي، ويضع العالم أمام فرصة لمتابعة ديناميكية جديدة في العلاقات الأميركية-الكورية الشمالية.

تعليقات