وزير جزائري: المغرب على وشك حسم قضية الصحراء نهائيا لصالحه

كشف تحليل سياسي حديث عن اقتراب نزاع الصحراء من مرحلة الحسم النهائية، حيث أشار الوزير الجزائري السابق نور الدين بوكروح في قراءة معمقة إلى أن المملكة المغربية تمكنت من تحويل مسار القضية بشكل جذري. جاء هذا التحليل اليوم الخميس، مؤكداً أن الدبلوماسية المغربية النشطة استطاعت كسب دعم دولي واسع لمشروع الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط منذ عام 2007، مما وضع جبهة البوليساريو في موقف بالغ الحساسية.
يواجه إقليم البوليساريو وفقاً لهذا التحليل خيارين مصيريين، يتمثل أولهما في قبول مقترح الحكم الذاتي الذي يعد حلاً تقدمياً وواقعياً، بينما ينطوي الخيار الثاني على مواجهة احتمال تصنيف المنظمة في قوائم الإرهاب الدولية، وهو ما سيعزل الجبهة ويقوض أي أمل في تحقيق مطالبها عبر الطرق التقليدية التي اتبعتها على مدى خمسة عقود.
يمثل مشروع الحكم الذاتي المغربي تصوراً متكاملاً ومستقبلياً لمنطقة تتمتع بحكم ذاتي حقيقي داخل إطار الدولة المغربية الموحدة، حيث يتيح هذا المقترح لعائلات الصحراء المنتشرة في مختلف دول العالم العودة إلى أرض الوطن والالتحاق بأقاربهم، كما يضمن إعادة بناء النسيج الاجتماعي والثقافي للصحراويين في ظل وحدة ترابية لا تقبل التجزئة.
يشمل المقترح آلية ديمقراطية متكاملة تقضي بإجراء مفاوضات مفتوحة وشاملة بين جميع الأطراف المعنية، تليها استفتاء حر ونزيه تحت إشراف دولي للسكان المعنيين، مما يمثل تجسيداً عملياً لمبدأ تقرير المصير وفق الرؤية المغربية التي توفق بين الخصوصيات المحلية والانتماء الوطني، وتضمن حقوق جميع مكونات المجتمع الصحراوي.
يرى المحلل أن نجاح تجربة الحكم الذاتي قد يشكل نقطة تحول تاريخية في الفكر والسياسة بمنطقة المغرب الكبير بأسرها، حيث سيمكن هذا النموذج من الانتقال من مرحلة الصراعات العقيمة إلى مرحلة البناء والتكامل الإقليمي، مما سينعكس إيجاباً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لجميع دول المنطقة دون استثناء.
يعكس هذا التحليل العميق التطور الكبير في المقاربة المغربية التي تمكنت بفضل حنكة قيادتها ودبلوماسيتها الفاعلة من تحويل الخلاف إلى فرصة حقيقية للبناء والتنمية، حيث تشكل هذه الرؤية المتكاملة إطاراً جديداً للحوار البناء حول مستقبل المنطقة، قائماً على احترام الخصوصيات والوحدة في آن واحد.
تعليقات