87% من القاصرين يعودون في ظروف مأساوية وسط اكتظاظ مراكز الإيواء في سبتة

تستمر معاناة القاصرين المغاربة الذين يحاولون عبور البحر في هجرة غير شرعية، بحثًا عن حياة أفضل. في الساعات الأخيرة، عبر ستة قاصرين مياه تاراخال باتجاه سبتة المحتلة، ليضافوا إلى 564 قاصراً مهاجرًا غير مرافق وصلوا إلى المدينة في الأشهر الماضية. ومع تزايد الأعداد، تصبح الظروف أكثر مأساوية، حيث لا تتجاوز قدرة مراكز الإيواء في سبتة 93 مقعدًا، ما يخلق اكتظاظًا كبيرًا يصل إلى 584%.
وتشهد مراكز الإيواء في سبتة نقصًا شديدًا في الموارد والمرافق، ما يضاعف من صعوبة الوضع. يعيش 75% من القاصرين في ملاجئ مؤقتة وغير آمنة، مع غياب تام للظروف الملائمة لحمايتهم أو رعايتهم. وفي ظل هذه الظروف، يُعاد 87% من القاصرين إلى المغرب خلال 72 ساعة من وصولهم، وهو ما يسلط الضوء على قصور الإجراءات المتخذة لتوفير الأمان لهم.
من جانب آخر، تواجه الحكومة الإسبانية انتقادات شديدة لعدم توفير الدعم الكافي لهذه المراكز. فقد أشار العديد من المحليين إلى “إهمال مدريد” في معالجة هذه الأزمة الإنسانية، معتبرين أن السلطات الإسبانية لا تتحمل مسؤوليتها الكاملة في توفير الظروف المناسبة لاستقبال القاصرين.
تعتبر هذه الأزمة نتيجة مباشرة للأوضاع المعيشية الصعبة في المغرب، حيث يُجبر العديد من القاصرين على الهروب من فقر مدقع ونقص الفرص. وتستمر هذه الهجرة، التي لم تعد مجرد حادثة فردية، بل ظاهرة متجددة تعكس هشاشة الوضع الاجتماعي والاقتصادي في العديد من المناطق المغربية.
في النهاية، تبقى مراكز الإيواء في سبتة مكتظة وتواجه تحديات كبيرة في التعامل مع هذا العدد المتزايد من القاصرين، في حين يبقى البحر هو وسيلة الهروب الوحيدة لهؤلاء الأطفال الباحثين عن مستقبل بعيد عن الفقر والإحباط.
تعليقات