الحواصلي لمغرب تايمز: المنتخب الأول كان قدوة لجيل الشباب.. وهذا سر التفوق في مونديال الشيلي

في إنجاز تاريخي غير مسبوق، توج المنتخب الوطني المغربي لأقل من عشرين سنة بطلا للعالم بعد فوزه على المنتخب الأرجنتيني بهدفين دون رد، في المباراة النهائية التي احتضنتها العاصمة التشيلية سانتياغو ليلة الأحد / الاثنين.
اللقاء شهد ندية كبيرة بين الطرفين، حيث حسم “أشبال الأطلس” النتيجة في الشوط الأول بفضل ثنائية اللاعب ياسر الزبيري، محافظين على تفوقهم حتى صافرة النهاية، ليكتبوا صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، ويهدوا المملكة أول لقب عالمي في هذه الفئة السنية.
الفرحة اجتاحت شوارع المدن المغربية رغم التوقيت المتأخر للمباراة، إذ خرج المواطنون للاحتفال بهذا التتويج الذي أعاد إلى الأذهان إنجاز المنتخب الأول في مونديال قطر 2022 عندما بلغ المربع الذهبي، مؤكدين استمرار لحظة المجد الكروي المغربي.
وفي هذا السياق، ربط موقع “مغرب تايمز” اتصالا بحارس مرمى اتحاد التواركة عبد الرحمان الحواصلي، للحديث عن هذا الإنجاز غير المسبوق، وعن دلالاته بالنسبة لمستقبل كرة القدم الوطنية.
الحوار الكامل مع عبد الرحمان الحواصلي:
س: ما رأيك في فوز المنتخب الوطني للشباب بكأس العالم بالشيلي؟
الحواصلي: أنا فخور وسعيد جداً بهذا التتويج. أن تكون بطلاً للعالم أمر غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية. الحمد لله، الكرة الوطنية تعيش أزهى فتراتها، فكل المنتخبات بمختلف فئاتها تحقق نتائج مبهرة. يجب أن نقرّ بأن المرتبة الرابعة التي حققها المنتخب الأول في كأس العالم بقطر كانت نقطة التحول الكبرى، والحافز الذي ساعدنا على تجاوز عقدة “المشاركة فقط”.
اليوم سقف الطموحات ارتفع، وهؤلاء الشبان اتخذوا المنتخب الأول قدوة لهم واستطاعوا أن يضيفوا لقباً عالمياً ثميناً إلى خزينة المغرب.
كما يسعدني أن هذا المنتخب يضم لاعبين سبق أن جاوروني في اتحاد التواركة، ومنهم من لا يزال يلعب إلى جانبي حالياً، مثل محمد طه مغني وحسام الصديق وفؤاد الزهواني، إضافة إلى المحترفين ياسين خاليفي وياسر زبيري. هؤلاء اللاعبون نشأوا أمام عيني، وكنت على تواصل دائم معهم خلال كأس العالم. هنيئاً لهم، وهنيئاً لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللشعب المغربي بهذا التتويج المستحق، الذي يبرهن أن العمل الجاد والاحترافية والصدق في الأداء هي طريق النجاح.
س: هل يمكن اعتبار الاستعانة بمدرب مغربي من بين أسباب هذا التتويج العالمي؟
الحواصلي: بالتأكيد. يجب أن نعترف أن هناك من كان يدعو إلى إقالة محمد وهبي من تدريب المنتخب، لكن المسؤولين على الكرة المغربية لكرة القدم تمسكو به وآمنوا بإمكاناته. وهبي مدرب كفء تلقى تكوينه في بلجيكا وأتمّه في المغرب، وهو إطار وطني من طينة الكبار.
هذا النجاح يبرهن أن المدرب المغربي، عندما تتوفر له ظروف العمل المناسبة ويحظى بالدعم والثقة، يستطيع أن يقدم أداءً كبيراً ويخلق انسجاماً قوياً بين لاعبيه. ما شاهدناه من احتفال اللاعبين به وحملهم له على الأكتاف دليل على عمق العلاقة التي تجمعهم.
محمد وهبي تفوّق على مدارس كروية كبرى، منها الفرنسية والإسبانية والكورية الجنوبية والبرازيلية والأمريكية ثم الأرجنتينية، وهو إنجاز استثنائي يؤكد علو كعب الأطر الوطنية.
لقد حققنا إنجازات كبرى بسواعد مغربية: وليد الركراكي في مونديال قطر، طارق السكيتيوي في أولمبياد باريس، نبيل باها مع منتخب أقل من 17 سنة، وعصام الشرعي في كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة. كل هذه النجاحات دليل على أن الإطار المغربي، متى مُنح الثقة والظروف الملائمة، يحقق المعجزات لأنه يعرف عقلية اللاعب المغربي ويعمل بروح وطنية صادقة.
س: هل ترى أن بعض لاعبي هذا المنتخب يستحقون مكاناً في صفوف المنتخب الأول خلال كأس إفريقيا المقبلة بالمغرب؟
الحواصلي: بالتأكيد، هناك أسماء قدّمت مستوى ثابتاً ومبهراً في البطولة، والناخب الوطني وليد الركراكي أمامه خيارات متعددة، سواء من اللاعبين المحترفين الكبار أو من هؤلاء الشبان الموهوبين. وقد لمح في أكثر من مناسبة إلى إمكانية استدعاء عنصر أو عنصرين من منتخب الشباب إلى كأس إفريقيا، بحسب احتياجات المراكز داخل المنتخب الأول.
أنا واثق أنه إذا رأى في أحدهم قيمة مضافة فلن يتردد لحظة في توجيه الدعوة له.
أتمنى أن يحظى المنتخب الوطني بالدعم الكامل من الجماهير والإعلام، حتى نعيش فرحة جديدة بلقب قاري فوق أرضنا. فحين يشعر اللاعب المغربي بالدعم والحماس في محيطه، يقدم أفضل ما لديه ويقاتل من أجل راية الوطن.
خالد أفرياض
تعليقات