خبراء يحذرون من تزايد نزعة الهجرة بسبب تدهور الخدمات وضعف السياسات العمومية

أفادت دراسة ميدانية أنجزها المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية بشراكة مع مؤسسة ألمانية بأن البطالة وضعف فرص الشغل يمثلان السبب الرئيسي وراء رغبة عدد كبير من الشباب المغربي في الهجرة، إذ عبّر نحو 90 في المئة من المشاركين عن أن سوق العمل في المغرب لم يعد قادرا على تلبية طموحاتهم.
وشملت الدراسة عينة من 585 شابا وشابة من مختلف الجهات، إلى جانب مشاركين من الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما أتاح قاعدة بيانات تعكس واقع الشباب المغربي وتطلعاته.
وأبرزت نتائج البحث أن ضعف الخدمات الصحية والاجتماعية يأتي في المرتبة الثانية ضمن دوافع الهجرة بنسبة تجاوزت 60 في المئة، يليه تدهور جودة التعليم بنسبة تقارب 40 في المئة، وهو ما يعكس، حسب الباحثين، تراجع الثقة في السياسات العمومية المتعلقة بهذه القطاعات الأساسية. كما أظهرت المعطيات أن أكثر من 42 في المئة من الشباب يرغبون في الهجرة، في حين لا يفكر النصف تقريباً في ذلك، بينما ظلت نسبة 15 في المئة مترددة.
وتشير الدراسة إلى أن الأولويات التي يعتبرها الشباب مستعجلة تستدعي تدخلاً فورياً من الدولة، حيث وضع 90 في المئة منهم التشغيل في صدارة المطالب، متبوعاً بقطاع التعليم بنسبة تفوق 87 في المئة، ثم الصحة بنسبة 75 في المئة. كما برزت مجالات التكوين المهني والسكن والثقافة ضمن قائمة المجالات التي تحتاج إلى إصلاح عاجل، وفق رأي ما بين 43 و54 في المئة من المشاركين.
وأكد معدّو الدراسة أن هذه النتائج تترجم حجم القلق الذي يعيشه الشباب المغربي بسبب ضعف الاندماج في سوق العمل وتراجع جودة الخدمات الأساسية، معتبرين أن تحسين التعليم والتشغيل والصحة يمثل مفتاحاً أساسياً لاستعادة الثقة في المستقبل داخل الوطن بدل البحث عنها في الخارج.
تعليقات