وزير سابق: هدر الوقت والجهد والإمكانات يهدد إصلاح منظومة التربية الوطنية

قال كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي خالد الصمدي، إن قطاع التربية الوطنية يعيش حالة من التجزئة في الإصلاح، حيث يركز الوزير الحالي على تفاصيل إجراءات ومشاريع جزئية دون تبني رؤية استراتيجية شاملة تنفيذاً لمقتضيات القانون الإطار. وأوضح أن هذا النهج يؤدي إلى الوقوع في ثلاث آفات رئيسية هي هدر الوقت وهدر الجهد وهدر الإمكانات.
وأضاف المسؤول السابق أن الفاعلين في القطاع كانوا ينتظرون خروج الوزير الذي ارتبط اسمه بمطالب الشباب وتفاعل معه الملك في خطابه أمام البرلمان، حيث دعا صراحة إلى القطع مع التضييع في الوقت والجهد والإمكانات. وأكد أن تصريحات الوزير حول القطاع تعكس حجم المشاكل الموجودة، مشيراً إلى أن المغرب يحتل المرتبة 16 عالمياً في الإنفاق على التعليم بمبلغ يصل إلى 97 مليار درهم، أي 6.6 بالمئة من الناتج الداخلي الخام، رغم أن جودة التعليم ما تزال منخفضة، ما يبين أن المشكلة ليست في التمويل بقدر ما هي في الحكامة والنزاهة في التسيير.
وأشار كاتب الدولة السابق إلى مشروع مدارس الريادة، موضحاً أنه مشروع بيداغوجي يحتاج إلى عرض للاستشارة على المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ثم البناء في اللجنة الدائمة للبرامج والمناهج، قبل أي تنفيذ. ورأى أن عدم التطرق للقانون والتشريع أثناء تقديم المشروع يشير إلى غياب الجانب القانوني، الذي يضمن استدامة المشاريع واستمرارها.
وأضاف أن ملف التعليم الأولي، الذي نص القانون على إدماجه تدريجياً في التعليم الابتدائي ليشكلا سلكاً واحداً، يُدار أيضاً خارج القانون الإطار، رغم أن الملك أكد في رسالة عام 2018 أهمية التعليم الأولي كمدخل رئيسي لجودة التعلمات. وأوضح أن التعامل مع الجمعيات المكلفة بهذا القطاع مع التركيز على التعميم الكمي على حساب الكيفية قد يؤثر على نجاح هذا الورش.
كما تطرق كاتب الدولة السابق إلى تكوين الأطر التربوية، مشيراً إلى أن الوزير ركز فقط على بعض النقاط مثل المباريات وتسقيف السن، دون وضعها ضمن سياق مراجعة الإستراتيجية الوطنية لتكوين الأطر، مثل مشروع مدرس المستقبل الذي يمتد خمس سنوات ويحتاج إلى تقويم عملي وبناء منظور جديد يشمل إدماج المراكز الجهوية والمدارس العليا للتربية والتكوين في مؤسسة واحدة، وفق مقتضيات القانون الإطار الذي يضع التعليم ما بعد الباكالوريا تحت وصاية التعليم العالي.
تعليقات