أزيلال…تأخر المشاريع التنموية يشعل غضب الساكنة الجبلية

منذ أسابيع، لا يزال صدى الاحتجاجات التي عرفها إقليم أزيلال يتردد في دواويره الجبلية، حيث خرج العشرات من سكان منطقة أيت عباس في مسيرة سلمية نحو مقر العمالة، يحملون مطالب بسيطة تتعلق بالحق في التنمية وفك العزلة وتوفير الخدمات الأساسية؛ كانت الوعود حاضرة بقوة يومها، بعد لقاء ممثلي الساكنة بمسؤولي العمالة الذين أكدوا التزامهم بحل الإشكالات المطروحة في أقرب الآجال، غير أن الزمن مرّ ولم يتغير شيء.
اليوم، تتجدد معاناة الساكنة مع الواقع نفسه، ومرارة الوعود التي لم تغادر حدود التصريحات، -حسب مدونين ومعلقين محليين- يعيش سكان أيت عباس وعدد من الدواوير المجاورة حالة من الإحباط بسبب غياب أي تنفيذ فعلي لما تم التعهد به، ما جعلهم يشعرون وكأن أصواتهم التي ارتفعت في شتنبر الماضي ضاعت في الصدى. ويخشى كثيرون أن يؤدي هذا التجاهل إلى تراجع الثقة بين المواطنين والسلطات، في منطقة أنهكتها الجغرافيا والعزلة والحرمان.
المطالب التي رفعها المحتجون كانت واضحة: إصلاح الطريق الرابطة بين تبانت وأزيلال عبر أيت حكم وأيت محمد، بناء مدرسة جماعاتية، وتوفير طبيب دائم في المركز الصحي المحلي. بعض الوعود تحقق جزئياً، مثل تعيين طبيب مؤقت، لكن معظم الملفات ظلت تراوح مكانها، فيما تزداد معاناة الساكنة مع كل موسم مطر بسبب الفيضانات التي تجرف الأراضي والمواشي، في ظل غياب سدود تلية تحمي الأرواح والممتلكات.
ويرى عدد من النشطاء أن استمرار هذا الوضع يعمق الإحساس بالتهميش، ويغذي شعوراً بعدم الانتماء إلى دائرة الاهتمام التنموي. فهم يعيشون في مناطق تُعد من أجمل جبال الأطلس، لكنها في الوقت نفسه من أكثرها حرماناً من الخدمات. الطريق الوعرة، المدارس المتقادمة، وانعدام التجهيزات الصحية تجعل الحياة اليومية معركة حقيقية للبقاء.
في خضم كل ذلك، تتداول صفحات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي قصصاً عن معاناة الأسر مع المرض وبعد المستشفيات، وعن أطفال يقطعون كيلومترات طويلة للوصول إلى مدارسهم، وعن مزارعين فقدوا أراضيهم بعد فيضانات غشت الماضي. قصص تتكرر كل عام، لكنها لم تجد بعد من يحولها إلى حلول على الأرض.
ويؤكد معلقون أن تأخر تنفيذ المشاريع المتفق عليها يهدد بإعادة إشعال فتيل الاحتجاجات، إذ يرى السكان أن الصبر بدأ ينفد، وأن التنمية لا يمكن أن تبقى مجرد شعار في منطقة تتطلع فقط إلى الحد الأدنى من الكرامة والعيش الكريم.
تعليقات