آخر الأخبار

حوار هناوي مع مغرب تايمز: حماس انتصرت وهذا مصير الوقفات الاحتجاجية المناهضة للتطبيع في المغرب

بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار في غزة واستعداد مدينة شرم الشيخ المصرية زوال اليوم الاثنين، لاحتضان قمة السلام بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب والدوليين، يعيش المشهد الفلسطيني والعربي على وقع تساؤلات كثيرة حول مآلات المرحلة المقبلة، ومستقبل المقاومة وإدارة القطاع بعد الحرب التي خلفت دماراً واسعاً وآلاف الشهداء؛ وفي المغرب، يستمر الجدل حول الموقف الشعبي والرسمي من القضية الفلسطينية، خصوصاً في ظل الوقفات المناهضة للتطبيع التي ينظمها المرصد المغربي لمناهضة التطبيع كل يوم جمعة.
في هذا السياق، أجرى موقع مغرب تايمز حواراً مع عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، تحدث فيه عن تقييمه لنهاية الحرب في غزة، وعن قمة شرم الشيخ المنتظرة، إضافة إلى موقف المرصد من استمرار الحراك الشعبي المناصر لفلسطين.

س: كيف ترى انتهاء الحرب في غزة؟

عزيز هناوي: ما يقع الآن هو ما أرادت المقاومة منذ أول يوم. لا يمكن للكيان الصهيوني أن ينال أي أسير دون مفاوضات وتبادل للأسرى والانسحاب من غزة، وهذه الأخيرة ستكون بإدارة فلسطينية.
فيما يتعلق بتسليم السلاح، روج العدو الصهيوني وأمريكا أن المقاومة اتفقت معهم على تسليم السلاح، وهذا كذب وزور، فالمقاومة تقول لن ينال الصهاينة والأمريكان حتى فارغ الرصاص.
الذي يجري الآن هو انتصار تاريخي كبير للمقاومة ضد حرب الإبادة رغم الفارق الكبير في العتاد والاستخبارات والقوة النارية الهائلة، إذ سُلطت على غزة كمية من القنابل تعادل خمس مرات قوة قنبلة هيروشيما.

س: كيف يمكن أن نعتبر أن المقاومة انتصرت رغم الدمار الذي عرفته غزة والآلاف من المدنيين الذين استشهدوا؟

عزيز هناوي: عندما لا ينتصر القوي فقد انهزم، وعندما لا ينهزم الضعيف وينكسر فقد انتصر. إذاً السؤال في الخسارة والهزيمة متعلق بإرادة الشعوب. وسنتساءل هنا، هل المقاومة هي من أعلنت نهاية القتال؟ أبداً، العدو الصهيوني وضباطه غرقوا في وحل غزة باعترافهم وباعتراف رئيس أركانهم، وكانوا يبحثون عن مخرج من غزة، مؤكدين أن الوضع سيكون بمثابة مقصلة للجنود الصهاينة.
المقاومة عندما أعلنت وقف القتال، قامت بذلك في إطار تبادل الأسرى، وفي سياق اتفاق وتوازنات عالمية وإقليمية. وعندما نتحدث عن انتصار وهزيمة، يجب أن نتحدث عن قوتين أو نظامين أو جيشين متكافئين. المقاومة لا تملك طائرات متطورة أو أسلحة قوية لكنها تملك إرادة قوية.
وعندما نقول انتصاراً، لا يجب أن نرى فقط الدمار العمراني أو الضرب في المدنيين، لأن ذلك يمثل هزيمة أخلاقية للعدو الصهيوني، وهو ما اعترف به ترامب حين قال إن إسرائيل أصبحت منبوذة عالمياً ولا يمكنها أن تواجه العالم.
كما أن إسرائيل كانت تنتظر أن تنكسر المقاومة ولم تكن تملك جواباً لما سيجري بعد الحرب، وكانت تأمل في تكرار سيناريو 1982 عندما خرج ياسر عرفات من بيروت الى تونس، لكنها لم تحصل على ذلك، فالمقاومة صمدت حتى آخر لحظة.
ترامب بهذا الاتفاق أنقذ إسرائيل من نفسها، وسينطلق الآن نقاش داخلي حول مستقبلها السياسي. النصر والهزيمة يكونان على مستوى الإرادة، والدليل أن إسرائيل فشلت في تهجير الغزاويين كما كانت تطمح. وأؤكد مرة أخرى أن ما جرى كان إبادة وليست حرباً.

س: ماذا تتوقع من قمة شرم الشيخ التي ستعقد اليوم بحضور ترامب؟ من في نظرك سيدير غزة؟ وهل سيكون للمقاومة حماس دور في إدارتها؟

عزيز هناوي: قبل أن أجيبك، دعني أتساءل: هل حماس مجرد ميليشيا مسلحة؟ أقول لا، فهي تيار شعبي في غزة والضفة وباقي المناطق وحتى في الخارج. حماس ليست كداعش أو القاعدة، فهي تنظيم ناجح على عدة مستويات، وناجحة أيضاً ديمقراطياً حيث فازت في آخر انتخابات شاركت فيها سنة 2006. الانتخابات لم تتكرر بسبب رفض السلطة الفلسطينية إجراؤها لأن حماس كانت ستفوز بها، والدليل أنها تفوز دائماً في الانتخابات الطلابية والنقابية.
إذا تحدثنا بمنطق الديمقراطية، فيحق للشعب الفلسطيني أن يقرر من يقوده، ومصادرة حقه في ذلك لن يكون أبداً. طالما أن المقاومة لم تسلم السلاح ولن تسلمه، وطالما أن الشعب الفلسطيني يحتضن مقاومته، فإن كل المؤتمرات سواء في شرم الشيخ أو غيرها لن تزيل حماس، لأنها ليست ميليشيا بل هي نبض المقاومة في الشعب الفلسطيني.
وبالمناسبة، حماس أعطت درساً كبيراً في الوطنية، حيث سيُفرج عن عدد من أسرى حركة فتح المحكومين بالمؤبد أكثر من أسرى حماس، ما يعكس أن للمقاومة بعداً استراتيجياً في صناعة وحدة وطنية لا فصائلية.

س: هل سيتم تنظيم وقفات مناهضة للتطبيع ومناصرة لفلسطين في المغرب بشكل دوري بعد وقف الحرب؟

عزيز هناوي: لن نتوقف عن الحراك الشعبي لسببين؛ الأول أن فلسطين ما زالت محتلة والمجرم ما زال قائماً، ولم تتم بعد محاكمة المجرم الصهيوني.
السبب الثاني أن التطبيع ما زال قائماً. بالنظر إلى هذه المعطيات والخطط التي تنوي إسرائيل نهجها من أجل تهجير الغزاويين، ومن أجل إعمار غزة، فإن كل هذه الأسباب تدفعنا إلى عدم وقف الحراك الشعبي والاستمرار في تنظيم الوقفات.

المقال التالي