آخر الأخبار

مصطفى براهمة يترجّل.. صوت اليسار المغربي يخفت برحيل مناضله الأبرز

فُجعت الساحة السياسية اليوم برحيل أحد أبرز رموز اليسار المغربي، القيادي مصطفى براهمة، الأمين العام السابق لحزب النهج الديمقراطي، بعد مسار طويل من النضال والفكر والمواقف التي طبعت المشهد السياسي لعقود.

ولد الراحل سنة 1955 في دوار الجوالا “ولاد حريز”، وتخرّج مهندساً قبل أن ينخرط مبكراً في الحركة اليسارية المغربية. انضم إلى تنظيم “إلى الأمام”، الذي كان من أبرز الحركات اليسارية الجذرية آنذاك، ليكون أحد الوجوه الشابة التي آمنت بفكرة العدالة الاجتماعية والتغيير الديمقراطي.

في عام 1985، اعتُقل براهمة على خلفية نشاطه السياسي، وحُكم عليه بالسجن عشرين سنة، قضا منها تسع سنوات قبل أن يستفيد من العفو سنة 1994. خرج من المعتقل أكثر تمسكاً بمبادئه، وأكثر إصراراً على الاستمرار في النضال من داخل الأطر القانونية والسياسية.

في يوليو، تولّى براهمة منصب الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي خلفاً لعبد الله الحريف، ليواصل حمل مشعل اليسار المعارض بمواقف جريئة وصريحة، ظل من خلالها صوتاً مميزاً في الدفاع عن قضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان.

عرف عنه أنه يجمع بين الفكر والميدان، فكان قريباً من العمال والطلبة والفئات الشعبية، مؤمناً بأن السياسة ليست طريقاً للمناصب، بل التزاماً أخلاقياً ومسؤولية تجاه الوطن والمجتمع. ورغم التحديات والضغوط، لم يتخلّ يوماً عن مواقفه أو يُبدّل اتجاهه.

برحيله اليوم، يخفت أحد الأصوات التي مثّلت اليسار المغربي بثباتٍ ونزاهةٍ نادرتين. يغادر براهمة تاركاً خلفه إرثاً نضالياً وفكرياً سيظل حاضراً في ذاكرة رفاقه وخصومه على حد سواء.

المقال التالي