آخر الأخبار

الأباتشي في خدمة الدفاع المغربي: تفوق ناري وتقنيات رصد متقدمة

ذكر تقرير متخصص في الشؤون العسكرية أن إدخال مروحيات الهجوم Boeing AH-64E “Apache Guardian” إلى ترسانة القوات المسلحة الملكية يمثل تحوّلاً نوعياً وتاريخياً في القدرات الجوية الهجومية للمغرب.

وأوضح التقرير الصادر عن موقع “ديفينست” أن هذه الخطوة تُكمل مساراً طويلاً اعتمدت خلاله البلاد لعقود على أسطول مروحيات SA342 “Gazelle” الأقدم تقنياً والأخف وزناً، ما يجعل الانتقال إلى منصة متقدمة كالأباتشي مرحلة مفصلية في تطوير القدرة العملياتية.

وأشار المصدر إلى أن المغرب تسلم الدفعة الأولى المكونة من 24 مروحية أباتشي مع خيار تسلم 12 إضافية، وقد تم نشرها مبدئياً في القاعدة الجوية بخريبكة، مضيفاً أن لهذا الانتقال دلالات مهمة على مستوى الحرب الجوية التكتيكية للمملكة.

وتُتيح مروحيات الأباتشي، حسب التقرير، للمغرب فرض سيطرة جوية تكتيكية على مسرح العمليات، ومحايدة قدرات خصوم محتملين بكفاءة أكبر، مما يسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية ويمنح ميزان القوى ميزة لصالح القوات المسلحة.

وعبّر التقرير عن أن استخدام AH-64E في أي صراع مستقبلي مع جبهةٍ مسلحة سيؤثر بشكل حاسم في طبيعة المواجهة بفضل القوة النارية والتفوق التكتيكي الذي توفره هذه المنصة، كما أن مجرد امتلاكها يشكل رادعاً نفسياً قد يحدّ من جرأة الخصوم على شن عمليات واسعة النطاق.

وتُعد الأباتشي قمة التكنولوجيا الغربية في فئتها، إذ تجمع بين مدفع M230 عيار 30 ملم القادر على إطلاق 625 طلقة في الدقيقة، وحمولة لصواريخ AGM-114 Hellfire المضادة للدبابات، ما يمنحها قدرة تدميرية عالية ضد أهداف مُحصّنة ومتحركة.

كما نبه التقرير إلى أن المغرب اقتنى 588 صاروخاً من طراز APKWS عيار 70 ملم، وهي ذخائر موجهة بالليزر تزيد من دقة الضربات، ما يعزز تفوق المروحية أمام معظم الطائرات المسيرة التي توظف حالياً في الساحة المحلية.

وأفاد المصدر بأن الحزمة التسليحية للمروحيات تشمل أيضاً صواريخ جو–جو AIM-92H Stinger لتمكين قدرة دفاع ذاتي واعتراض أهداف جوية بطيئة مثل بعض الطائرات المسيرة، ما يوسع من وظائف الأباتشي القتالية ويقلل من هشاشتها أمام التهديدات الجوية الخفيفة.

ونوّه التقرير بأن جوهر تفوّق الأباتشي يكمن في أنظمتها الإلكترونية والاستشعارية، وعلى رأسها نظام M-TADS/Arrowhead للرؤية الليلية وكشف الأهداف، بالإضافة إلى رادار AN/APG-78 Longbow الذي يعمل في نطاق الموجات الميليمترية ويستطيع اختراق الغبار والدخان والضباب.

ويتيح هذا الرادار تتبّع ما يصل إلى 128 هدفاً في آنٍ واحد مع إعطاء أولوية لأخطر 16 هدفاً، ونطاق كشف يقارب 16 كيلومتراً، ما يمكّن المروحية من إطلاق صواريخ الهيلفاير بنمط “أطلق وانسَ” مع زمن استجابة سريع وفعالية تكتيكية عالية.

من ناحية الحماية، بيّن التقرير أن الأباتشي مزوّدة بهيكل معزّز يتحمّل الصدمات، ودروع لقمرة الطاقم والمكونات الحسّاسة، وأنظمة تحكّم مزدوجة، وخزانات وقود ذاتية الإغلاق مقاومة للاشتعال، ما يزيد فرص بقاء الطاقم أثناء العمليات.

أما الأداء فذكر أن المحركين التوربينيين General Electric T700-701D يمنحان المروحية قدرة تشغيلية عالية وموثوقية في بيئات الصحراء الحارة والمغبرة، مع سرعة قصوى تقارب 300 كم/س ونطاق تشغيلي يقارب 480 كم، فضلاً عن بنية رقمية مفتوحة وقدرات اتصالات متطورة عبر Link-16.

المقال التالي