آخر الأخبار

العشرات يستغلّون سوء الأحوال الجوية لمحاولة جماعية للتسلل إلى سبتة المحتلة

تحوّلت سواحل الفنيدق إلى مسرح لمحاولة جماعية جديدة للهجرة غير النظامية نحو سبتة المحتلة، بعدما ألقى العشرات من القاصرين والمهاجرين السريين، من جنسيات مغربية وجزائرية وأخرى من دول جنوب الصحراء، بأنفسهم في عرض البحر في ظروف جوية صعبة، ساعين لعبور الحدود سباحة وسط أمواج هائجة ورياح قوية وذلك صباح الأحد.

استنفرت هذه المحاولة وحدات الإنقاذ التابعة للبحرية الملكية المغربية وخفر السواحل الإسباني، حيث واجهت الفرق صعوبات كبيرة بسبب سوء الأحوال الجوية وضعف الرؤية، لكنها نجحت في إنقاذ عدد من المهاجرين الذين كانوا على وشك الغرق، فيما استمرت عمليات البحث عن آخرين حتى ساعات متقدمة.

تكرار هذه المشاهد في الآونة الأخيرة يعكس تصاعد الضغط البشري في المنطقة، بعدما تحولت سواحل الشمال المغربي إلى نقطة انطلاق متكررة لمحاولات الهجرة، خصوصاً خلال فترات اضطراب البحر التي يعتبرها البعض فرصة لتفادي المراقبة الصارمة.

وتشير مصادر محلية إلى أن هذه العمليات كثيراً ما تُدار من طرف شبكات منظمة لتهريب البشر، تستغل هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين، وتغريهم بوعود كاذبة عن عبور آمن وفرص أفضل في الضفة الأخرى.

في المقابل، تبذل السلطات المغربية والإسبانية جهوداً مكثفة للحد من هذه الظاهرة، من خلال تعزيز المراقبة البحرية وتكثيف الدوريات المشتركة، إلا أن استمرار المحاولات يبرز عمق الأزمة الاجتماعية التي تدفع مئات الشباب إلى المجازفة بحياتهم في سبيل حلمٍ لا يكتمل.

وبين موجات البحر الغاضبة وأحلام العبور، تظل سواحل الفنيدق شاهدة على قصص مأساوية تتكرر، يتقاطع فيها الخطر بالأمل، ويغدو البحر باباً نحو المجهول.

المقال التالي