آخر الأخبار

تقرير رسمي مرفوع للملك: 55% من الشباب المغربي يفكرون في الهجرة

كشف التقرير السنوي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن صورة مقلقة حول أوضاع الشباب في المغرب لعام 2024، حيث أبرز التقرير تزايد نسبة الشباب الذين يفكرون في مغادرة البلاد بحثًا عن فرص أفضل. وأوضح التقرير المرفوع إلى الملك محمد السادس أن أكثر من نصف الشباب المغربي، وتحديدًا 55% من الفئة العمرية بين 18 و29 سنة، يفكرون في الهجرة، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ونقص الفرص في العمل، إضافة إلى الأسباب التعليمية والاجتماعية.

وأوضح التقرير أن 45% من الشباب الذين يفكرون في الهجرة يعتزمون مغادرتها بسبب الوضع الاقتصادي، بينما يسعى 18% منهم للحصول على فرص تعليمية أفضل في الخارج، ويعزو 15% من هؤلاء قرارهم إلى الفساد وانتشار الظواهر السلبية في المجتمع. ويؤكد التقرير أن هذه الأرقام تعكس حالة من الإحباط بين الشباب، مما يعمق لديهم شعور الانعزال عن مجتمعاتهم.

ورغم بعض الإنجازات في مجالات التنمية البشرية والتوسع في الحماية الاجتماعية، أشار التقرير إلى أن هذه الجهود لم تنجح في تحقيق الأهداف المرجوة في مجال إدماج الشباب اقتصاديًا واجتماعيًا. حيث أن البطالة بين الشباب لا تزال مرتفعة، فقد سجلت نسبة بطالة الشباب بين 15 و24 سنة حوالي 36.7%، بينما ارتفعت نسبة الذين لا يعملون ولا يدرسون ولا يخضعون لأي تكوين (NEET) إلى 25.6%، وهي نسبة أعلى لدى الشابات حيث وصلت إلى 37%.

كما ركز التقرير على ضعف التنسيق بين البرامج الحكومية المختلفة التي تهدف إلى تحسين أوضاع الشباب، مثل “فرصة” و”أوراش”، مشيرًا إلى أن هذه البرامج لا تعمل ضمن استراتيجية موحدة أو متكاملة، مما يقلل من فعالية تأثيرها على أرض الواقع. وبين أن أكثر من 70% من الشباب العاطلين عن العمل يعانون من بطالة طويلة الأمد، حيث لم يسبق لهم الحصول على أي فرص عمل.

كما أشار التقرير إلى ضرورة إحداث تغيير جذري في السياسات الموجهة نحو الشباب، من خلال تبني رؤية استراتيجية تركز على تمكين هذه الفئة من الحصول على فرص حقيقية في سوق العمل، وتوفير برامج تعليمية مهنية تلائم احتياجات الاقتصاد الوطني. وأوصى بتطوير برامج ريادة الأعمال، وتعزيز دور الشباب في المشاركة السياسية والاجتماعية.

وفي ختام التقرير، حذر المجلس من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تفاقم الإحباط وفقدان الثقة في المؤسسات، ما قد يفاقم ظاهرة الهجرة ويزيد من التحديات التي تواجه المجتمع المغربي في المستقبل.

المقال التالي