آخر الأخبار

مستشفى الحسن الثاني بأكادير.. وفاة سيدة حامل جديدة عقب إعفاء التهراوي لأطباء التخدير

توفيت سيدة حامل صباح اليوم الأربعاء في مستشفى الحسن الثاني بأكادير، في حادث جديد يضاف إلى سلسلة من الوفيات داخل هذه المؤسسة التي باتت تعرف في الأوساط العامة بـ”مستشفى الموت”. وقع الحادث بعد إجراء عملية قيصرية للسيدة بعد نقلها بسرعة من منطقة بيوكرى، حيث فارقت الحياة في قسم الإنعاش. وتأتي هذه المأساة في وقت تعيش فيه هذه المؤسسة أزمة صحية خانقة أثارت احتجاجات واسعة في مختلف مدن المملكة، يقودها شباب “جيل زد”، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة لموقع “مغرب تايمز”.

وتعود أسباب هذه الوفاة إلى سلسلة من القرارات التي اتخذها وزير الصحة، أمين التهراوي، بعد سلسلة من الوفيات المأساوية التي طالت ثماني نساء حوامل في فترة قصيرة. حيث أوقف الوزير عدداً من الأطباء، وعلى رأسهم أطباء التخدير، دون توفير بدائل مناسبة لضمان استمرارية الخدمات الطبية. هذا القرار، الذي وصفه الكثيرون بالارتجالي، ترك المستشفى في حالة عجز قاتلة، مما أثر بشكل مباشر على حياة المرضى.

وأكدت المصادر نفسها أن نقص الأطباء في تخصص التخدير، الذي يُعتبر أساسياً في العمليات الجراحية مثل القيصرية، فاقم الوضع. غياب الأطباء المتخصصين جعل المستشفى يواجه أزمة مستمرة، حيث كان هذا الخصاص السبب وراء وفاة ثماني نساء حوامل في فترة وجيزة، في ظل ضعف التجهيزات والموارد البشرية، وقرارات إدارية فشلت في معالجة المشكلات الهيكلية للمؤسسة.

من جهة أخرى، اعتبرت نقابة الصحة العمومية في سوس ماسة الإجراءات التي اتخذها الوزير بمثابة الحلول السطحية، مشيرة إلى أن الوزارة اختارت إلقاء اللوم على الأطباء بدلاً من مواجهة الأسباب الحقيقية للأزمة، وهي نقص الأطباء والتجهيزات الحيوية. وأضافت النقابة أن هذه القرارات تقوض الثقة داخل المستشفى، مما يدفع العاملين فيه إلى الشعور بأنهم مُتهمون دائماً.

الوفاة الأخيرة تثير من جديد الأسئلة حول كيفية تعامل الوزارة مع الأزمة الصحية في مستشفى الحسن الثاني. كيف يمكن تحميل الأطباء المسؤولية عن أخطاء ناجمة عن نقص الإمكانيات، دون توفير بدائل؟ ولماذا لا يتم ضمان استمرارية الخدمة في مستشفى جهوي يفترض أن يقدم خدمات طبية لأكثر من مليوني نسمة في جهة سوس ماسة؟

إن وفاة السيدة اليوم تكشف عن فشل الإجراءات الارتجالية في حل الأزمة المستمرة. فقد أصبح مستشفى الحسن الثاني، بدلاً من أن يكون ملاذاً آمناً للحوامل وأطفالهن، مرادفاً للمأساة.

المقال التالي