آخر الأخبار

“الصحة” تربط وفاة حامل بـ”مستشفى أكادير” بنزيف حاد.. هل السبب نقص الكوادر أم قلة التجهيزات؟

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية اليوم الأربعاء أن وفاة سيدة حامل في مستشفى الحسن الثاني بأكادير كانت نتيجة نزيف حاد بعد إجراء عملية قيصرية طارئة. ورغم الجهود الطبية المبذولة لإنقاذ حياتها، توفيت السيدة بعد تعرضها لمضاعفات خطيرة، بينما تم الحفاظ على المولود تحت المراقبة الطبية. الوزارة أكدت أن السيدة وصلت إلى مستشفى بيوكرى في حالة حرجة، حيث تم إجراء عملية قيصرية، ولكنها تعرضت لنزيف حاد بعد الولادة استدعى تدخلاً جراحيًا ثانيًا. وعلى الرغم من محاولات السيطرة على الوضع في مصلحة الإنعاش بمستشفى أكادير، تدهورت حالتها وتوفيت.

ورغم تأكيد الوزارة على تكامل الفريق الطبي في المستشفى، إلا أن تقارير إعلامية ونقابية تشير إلى نقص حاد في الأطباء والممرضين في مستشفى الحسن الثاني، خاصة في تخصصات حساسة مثل النساء والتوليد. فقد فقد المستشفى نحو 25% من الأطباء في السنوات الأخيرة، مما يؤدي إلى ضغط إضافي على الفرق الطبية المتبقية، مما يصعب تخصيص العدد الكافي من الأطباء المتخصصين للحالات الحرجة.

من جهة أخرى، يعاني المستشفى من قلة التجهيزات الطبية الحديثة، وهو ما أكده تقرير وزارة الصحة في وقت سابق. يحتاج علاج حالات النزيف الحاد بعد الولادة إلى تجهيزات طبية متطورة مثل أجهزة التصوير المتقدم وأدوات الجراحة الحديثة. نقص هذه التجهيزات قد يؤثر على القدرة على التعامل مع الحالات الطارئة بشكل فعال، وهو ما قد يكون ساهم في فشل محاولات إنقاذ حياة السيدة.

المستشفيات العامة عادة ما تعاني من الاكتظاظ، مما يؤثر على قدرة الطاقم الطبي على تقديم الرعاية الفورية والفعّالة. وفي مستشفى أكادير، الذي يخدم 70% من الحالات في جهة سوس ماسة، يُحتمل أن يكون الضغط على المستشفى أحد العوامل التي تؤخر التدخلات الطبية المناسبة.

كانت السيدة في حالة حرجة عند وصولها إلى مستشفى بيوكرى، مما استدعى إجراء عملية قيصرية طارئة. وبعد حدوث النزيف، تم نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير لوجود مصلحة الإنعاش المتخصصة. ويعكس هذا النقل ضعف الإمكانيات الطبية في المستشفيات المحلية، ما يضع ضغطًا إضافيًا على المستشفيات المركزية. تأخر النقل قد يساهم في تفاقم الحالة الصحية.

الوزارة أعلنت عن خطط لتوسيع مستشفى الحسن الثاني وتجهيزه بالأجهزة الحديثة، بالإضافة إلى بناء مستشفى جامعي جديد بحلول عام 2027. ومع ذلك، لا يزال السؤال قائمًا حول مدى كفاية هذه التوسعات لمواجهة الاحتياجات المتزايدة في القطاع الصحي، في ظل استمرار نقص الكوادر والمعدات.

إن وفاة السيدة لا يمكن إرجاعها إلى السبب الطبي المباشر فقط، بل يجب أخذ مجموعة من العوامل في الاعتبار، مثل نقص الكوادر الطبية، قلة التجهيزات، ضغط الاكتظاظ وسوء التدبير. ورغم التوسعات المخطط لها، فإن معالجة الأزمة الصحية تتطلب تنفيذًا جيدًا وسريعًا للموارد البشرية والمادية المطلوبة لتجنب تكرار هذه الحوادث في المستقبل.

المقال التالي