آخر الأخبار

نداء لإنقاذ المشاريع الصغيرة بعد خسائر فادحة طالتها بسبب أحداث التخريب الأخيرة

عبرت الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة عن رفضها لأعمال الشغب والعنف التي شهدتها بعض المدن خلال احتجاجات “جيل زد”، بعدما استغلت فئة من المخربين هذه الأوضاع للقيام بأعمال سرقة وتخريب وإتلاف للمحلات التجارية والمشاريع الصغيرة، إضافة إلى الاعتداء على الأبناك والمؤسسات العمومية والخاصة.

وأوضحت الكونفدرالية أن المقاولين الصغار كانوا الأكثر تضررا من هذه الأحداث، إذ تكبدوا خسائر كبيرة فوق ما يواجهونه من صعوبات يومية للحفاظ على مشاريعهم، مشيرة إلى أن أغلب هذه المقاولات تعتمد على تمويل محدود وموارد ذاتية، وتعاني أصلا من ارتفاع الضرائب وغياب الدعم الفعلي، إلى جانب الفساد الذي يعرقل استفادتهم من البرامج الموجهة لهم.

وأضافت أن أعمال التخريب الأخيرة عمّقت معاناة هؤلاء المقاولين، ودمرت آمال العديد منهم، مقدمة نماذج مؤثرة لضحايا هذه الأحداث، من بينهم شاب في الرابعة والعشرين من عمره أطلق مشروعا صغيرا لصناعة الأساور الفضية، غير أن محله تعرض للسرقة والتخريب أثناء خضوعه للخدمة العسكرية. كما تضررت شابة أرملة تعمل في مجال الحلاقة النسائية بعد أن تم تدمير محلها بالكامل ليلا، ما أدى إلى فقدان مصدر رزقها ومصدر دخل العاملات معها.

ولفتت الكونفدرالية إلى أن مئات المقاولين الشباب في مجالات مختلفة، مثل العطور والبقالة وصياغة الذهب والأثاث المنزلي، فقدوا مشاريعهم كليا، وأن أغلبهم لا يتوفرون على تأمين يغطي خسائرهم، مما جعلهم في مواجهة مصير مجهول. وحذرت من الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الأحداث، التي قد ترفع معدلات البطالة وتضعف نشاط المقاولات الصغيرة والمتوسطة، إذا لم تتدخل الدولة لحمايتها وتعويضها.

كما نبّهت إلى أن هذه الاعتداءات تهدد السلم الاجتماعي، خاصة وأن المقاولات الصغيرة تمثل أكثر من 98 في المئة من النسيج الاقتصادي الوطني، وتوفر أزيد من 83 في المئة من فرص الشغل، مما يجعل أي ضرر يلحقها مؤثرا مباشرة على الاستقرار الاجتماعي ومستقبل التنمية.

وأكدت الكونفدرالية أن ما وقع يمس أيضا بثقة المستثمرين والمقاولين في السوق المغربي، إذ يخشى العديد منهم تكرار هذه الأحداث، ما قد يدفعهم إلى تأجيل أو إلغاء مشاريعهم المستقبلية.

وطالبت في هذا السياق الحكومة بالتدخل العاجل لتعويض المتضررين من خلال آليات تمويل ودعم تشمل صندوق محمد السادس للاستثمار وصندوق الكوارث والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، داعية إلى فتح تحقيق شامل لمحاسبة المسؤولين عن التخريب، واتخاذ إجراءات استثنائية لدعم المقاولات الصغيرة، من قبيل تسهيلات ضريبية ومنح قروض بدون فوائد وإعادة جدولة الديون.

وختمت الكونفدرالية بالإشارة إلى أن ما وقع لا يعبر عن جوهر احتجاجات الشباب ولا عن مطالبهم الحقيقية، التي تركز على تحسين أوضاع الصحة والتعليم وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

المقال التالي