آخر الأخبار

“لوموند”: احتجاجات الشباب في المغرب تحترم قدسية المؤسسة الملكية والمطلب هو رحيل أخنوش

نشرت جريدة “لوموند” الفرنسية مساء أمس الجمعة مقالا تناولت فيه موجة الاحتجاجات التي تعرفها عدد من المدن المغربية منذ أواخر شتنبر، والتي قادها شباب من جيل “زد”، معتبرة أن ما يجري في المملكة يمثل “صرخة استغاثة” من جيل جديد ضد ما وصفته بـ“الظلم الاجتماعي” وتدهور الخدمات العمومية.

وقالت الجريدة إن السلطات المغربية، المنشغلة بالمشاريع الكبرى المرتبطة بكأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030، فوجئت بتصاعد موجة الغضب الشعبي، التي انطلقت من مطالب اجتماعية بسيطة تتعلق بالصحة والتعليم، قبل أن تتطور إلى مظاهرات يومية يقودها شباب يطالبون بإصلاحات عميقة.

وذكّرت الصحيفة بأن الشرارة الأولى لهذه الاحتجاجات كانت عقب وفاة ثماني نساء في مستشفى بأكادير بعد عمليات ولادة قيصرية، وهو الحادث الذي فجّر موجة من السخط الشعبي اعتبرته الجريدة دليلاً على “تردي قطاع الصحة العمومية”؛ وأوضحت أن الحراك سرعان ما اتخذ طابعاً منظماً من خلال إنشاء مجموعة على تطبيق “ديسكورد” تحت اسم “GenZ 212″”، في إشارة إلى رمز الهاتف الدولي للمغرب.

وأشارت “لوموند” إلى أن هذا الجيل، المولود بين 1997 و2012، يشارك خصائص شبابية عابرة للحدود، فهو جيل رقمي متصل بالعالم، يطالب بالكرامة ويرفض السياسة التقليدية، وقد سبق أن لعب دوراً في حركات احتجاجية شهدتها دول آسيوية وإفريقية.

وفي المقابل، أكدت الجريدة أن الشباب المغربي يحرص على عدم تجاوز “الخط الأحمر” المتمثل في قدسية المؤسسة الملكية، مشيرة إلى أن مطالبهم تتركز على استقالة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي ترى فيه رمزا لهيمنة المال على السياسة، دون المساس بالنظام الملكي الذي لا يزال يحظى بتقدير واسع.

ورأت “لوموند” أن هذه الموجة الاحتجاجية تمثل “جرس إنذار” للمؤسسات الرسمية، لأنها تعكس فشل السياسات العمومية التي رُوّج لها منذ إطلاق “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” سنة 2005، مؤكدة أن هذه المشاريع لم تتمكن من الحد من الفوارق الاجتماعية والجهوية بسبب ما وصفته الجريدة بـ“رأسمالية الريع والمحسوبية”.

وأضافت الصحيفة أن تحويل الموارد المالية نحو مشاريع البنية التحتية الرياضية، استعداداً لتنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم، زاد من تأجيج الغضب الشعبي، إذ اعتبر المحتجون أن الأولوية يجب أن تمنح لقطاعي التعليم والصحة، وهو ما عبّروا عنه بشعار “مدارس ومستشفيات.. لا ملاعب”.

المقال التالي