آخر الأخبار

الشباب يحتج.. طوجني: الحكومة سلمت الصحة والتعليم للخواص وتركت الشباب لمصير مجهول

تتواصل احتجاجات شباب “جيل زد” في شوارع المغرب، رافعة شعارات تندد بغلاء المعيشة وتدهور الخدمات الاجتماعية، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي من السياسات الحكومية. وفي خضم هذا المشهد، اعتبر سعد الطوجني، الكاتب العام لمنظمة الشفافية المغربية، أن ما يجري اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لسنوات من الإهمال والتخلي التدريجي عن القطاعات الحيوية.

الطوجني أوضح أن النظام الصحي المغربي يعيش أزمة خانقة بعدما بات رهينة في يد القطاع الخاص، الذي يستحوذ على أغلب الاستثمارات ويترك المستشفيات العمومية تعاني عجزاً خطيراً، سواء في البنيات أو في الموارد البشرية، حيث تغيب تخصصات حيوية مثل الإنعاش والنساء والتوليد عن مدن بأكملها.

وأضاف أن التعليم يواجه بدوره انهياراً مقلقاً، إذ أصبحت الأسر تتحمل أعباء ثقيلة بسبب هيمنة المؤسسات الخاصة وضعف التعليم العمومي، وهو ما جعل الطبقة الوسطى غير قادرة على مجاراة تكاليف الصحة والتعليم معاً.

وأشار الطوجني إلى أن الحكومة الحالية كررت وعوداً بترسيخ “الدولة الاجتماعية”، لكنها لم تحقق الحد الأدنى من التزاماتها، مؤكداً أن غياب الإرادة السياسية جعل المغرب يعيش بسرعات متعددة تزيد من حدة التفاوتات الاجتماعية.

كما انتقد بشدة الأولويات التي تعتمدها الدولة في استثماراتها، حيث تُنجز الملاعب والمشاريع الكبرى بسرعة قياسية، بينما تُترك المستشفيات والمدارس في حالة عجز دائم، معتبراً أن هذا النهج يفاقم الاحتقان ويزيد من اتساع الهوة بين الشباب والدولة.

وختم الطوجني بالتأكيد على أن الإصلاح الجاد أصبح اليوم ضرورة ملحة، محذراً من أن تجاهل مطالب المحتجين سيؤدي إلى اتساع رقعة الغضب الشعبي، وأن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق دون وضع الصحة والتعليم والتشغيل في صدارة الأولويات الوطنية.

المقال التالي