“ملوحة المياه” تهدد مستقبل الحمضيات في المغرب

يواجه قطاع الحمضيات في المغرب وضعاً حرجاً بسبب ارتفاع مستويات ملوحة مياه الري، خاصة في جهة سوس-ماسة التي تعد من أبرز مناطق الإنتاج. هذا الوضع برز بشكل مقلق خلال الأيام الأخيرة، كما أكدت مصادر مهنية يوم الجمعة.
فاطمة شراط، المديرة العامة المساعدة لمجموعة “Delassus”، أوضحت أن تفاقم الملوحة دفع عدداً من الفلاحين إلى اقتلاع الأشجار والتخلي عن أراضيهم، حتى بين كبار المنتجين. وأشارت إلى أن مزرعة “Citatlas” توقفت كلياً عن الإنتاج، فيما تأثر صنف “نور” المعروف بجودته، ما اضطر بعض المزارعين إلى البحث عن بدائل مكلفة مثل التحلية أو استبدال الحمضيات بمحاصيل أخرى كالعنب.
ويُعزى هذا التدهور إلى ندرة الموارد المائية وتغير المناخ، مما جعل مستقبل الحمضيات مهدداً بين خيار إعادة الهيكلة أو التراجع التدريجي.
ولتفادي الأسوأ، أطلق المغرب برنامجاً وطنياً لتحلية مياه البحر، تتصدره محطة أكادير-شتوكة باستثمار يفوق 450 مليون يورو، بطاقة إنتاجية تبلغ حالياً 275 ألف متر مكعب يومياً، نصفها مخصص للري، مع توقعات بالوصول إلى 400 ألف متر مكعب لتغطية 15 ألف هكتار من البساتين.
غير أن تكلفة المياه المحلاة تبقى مرتفعة، وهو ما يضع صغار المنتجين أمام تحديات مالية قد تعرقل قدرتهم على الاستمرار.
ويحذر مهنيون من أن استمرار الوضع دون حلول ناجعة سيؤدي إلى تقلص إنتاج الحمضيات، وإضعاف موقع المغرب في السوق الدولية، خاصة مع احتدام المنافسة مع دول رائدة مثل إسبانيا.
تعليقات