آخر الأخبار

بدل الاعتراف بفشل الحكومة.. الشبيبة التجمعية تحمل المدونين و”نشطاء الفيسبوك” مسؤولية الاحتجاجات

عقدت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية اجتماعا استثنائيا بالدار البيضاء، خصص للتداول في المستجدات السياسية والاجتماعية الأخيرة، في ظل الموجة الاحتجاجية التي قادها الشباب للمطالبة بتحسين خدمات الصحة والتعليم.

وخلال الاجتماع، أكدت الفيدرالية دعمها للمطالب التي رفعتها هذه الفئة، مشيرة إلى أن الحكومة تتعامل مع هذه الانشغالات بجدية ومسؤولية رغم الصعوبات والإرث الثقيل الذي يثقل القطاعين الحيويين.

كما عبرت عن قلقها من محاولات استغلال هذه التعبيرات السلمية وتحويلها إلى فوضى وعنف يخدم مصالح ضيقة، داعية إلى المزيد من اليقظة لمواجهة مثل هذه المناورات.

وفي السياق ذاته، اعتبرت الشبيبة أن ما ينشره بعض النشطاء على المنصات الرقمية من أخبار غير دقيقة وخطابات تحريضية، ساهم بشكل معنوي في ما عرفته بعض المدن من أحداث عنف.

غير أن هذا الخطاب الذي تبنته الشبيبة التجمعية -حسب العديد من المعلقين- يكشف عن محاولة واضحة للهروب من المسؤولية السياسية؛ فبدل أن تعترف بأن حزبها الذي يقود الحكومة فشل في تلبية انتظارات المواطنين، خصوصاً في مجالي الصحة والتعليم، لجأت إلى اتهام المدونين والنشطاء الرقميين، الذين كانوا في الأصل يطلقون صيحات تحذير وينبهون إلى مكامن الخلل، بل ويقترحون حلولا لتجاوز الأزمات.

إن تحميل المسؤولية للفضاء الرقمي محاولة غير مقنعة، لأن الواقع الاجتماعي المتأزم هو الذي دفع الشباب إلى الشارع، وليس تدوينة هنا أو بث مباشر هناك؛ فالمواطنون اليوم يعيشون ضغطا متزايدا جراء غلاء المعيشة وضعف الخدمات العمومية، وهي أسباب حقيقية وملموسة لا يمكن إنكارها أو رميها على عاتق نشطاء الإنترنت.

ويؤكد مراقبون أن الشبيبة التجمعية بدل أن تنخرط في نقد ذاتي جدي وتدفع حزبها الحاكم إلى مراجعة سياساته، تفضل أسلوب المراوغة وتوزيع التهم، وهو ما يزيد من فقدان الثقة بين الشباب والمؤسسات.

المقال التالي