احتجاجات الشارع تهز بورصة البيضاء والمخاوف تمحو مكاسبها في أسبوع واحد

تعيش بورصة الدار البيضاء منذ بداية الاحتجاجات الاجتماعية على وقع اضطراب واضح ألقى بظلاله على حركة التداول. اليوم، أغلق المؤشر الرئيسي “مازي” (MASI) متراجعاً بنسبة 3,44% ليستقر عند 18.371 نقطة، في واحدة من أسوأ الجلسات التي عرفتها السوق منذ مطلع العام.
هذا التراجع لم يكن معزولاً، إذ فقد المؤشر في ظرف أسبوع أكثر من 7% من قيمته، وهو ما يعكس الأثر المباشر لحالة القلق التي تسود بين المستثمرين في ظل تصاعد الاحتجاجات. ورغم أن الوضع المالي للشركات المدرجة يبدو قوياً، إلا أن المخاوف المرتبطة بالشارع فرضت مناخاً من عدم اليقين.
المحللون يرون أن العامل النفسي كان المحرك الرئيسي لهذا الانخفاض الحاد، حيث تفاعلت السوق مع صور ومقاطع الفيديو المنتشرة حول المظاهرات أكثر مما تفاعلت مع المؤشرات الاقتصادية. وبذلك غلبت العوامل المعنوية على الأساسيات الصلبة التي أظهرتها الشركات.
تقرير حديث صادر عن “BMCE Capital Global Research” أكد أن الأرباح المجمعة للشركات المدرجة قفزت بنسبة 48,2% خلال النصف الأول من السنة، لتبلغ 25,3 مليار درهم، بفضل أداء قوي لقطاعات البنوك والصناعة والمناجم، إضافة إلى أثر استثنائي من تسوية النزاع بين “اتصالات المغرب” و”Wana Corporate”.
غير أن هذه النتائج لم تنجح في طمأنة السوق. فقد غطت التغطية الإعلامية المكثفة والتفاعل الرقمي الواسع مع الاحتجاجات على الأرقام الإيجابية، ما خلق حالة من الترقب جعلت المستثمرين أكثر ميلاً إلى تجنب المخاطرة.
الأسواق المالية بطبيعتها لا تستسيغ الغموض، وهو ما يجعلها تتأثر سريعاً عند بروز أزمات اجتماعية، حتى لو كانت المؤشرات الاقتصادية مطمئنة. وفي ظل استمرار الاحتجاجات، باتت بورصة البيضاء تعكس بوضوح الفجوة بين الأداء المالي للشركات والمخاوف النفسية التي تسيطر على المستثمرين.
وبين مؤشرات قوية على الورق وضغط نفسي متزايد في الواقع، تترقب السوق مسار الأحداث في انتظار ما إذا كانت التطورات المقبلة ستسمح بعودة الثقة، أو ستُبقي البورصة رهينة للقلق الجماعي وفقدان المكاسب.
تعليقات