آخر الأخبار

تصعيد خطير.. هذه حصيلة الاحتجاجات: قتيلان و193 موقوفا في ثاني ليلة من المواجهات العنيفة

شهدت مدن المملكة ليلة الأربعاء/الخميس تصعيدا خطيرا في الاحتجاجات التي خرجت بداية بشكل سلمي، قبل أن تتحول إلى أعمال عنف واسعة النطاق وصدامات خلفت قتلى وجرحى وخسائر مادية كبيرة. اليوم تأكد مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، فيما أعلنت النيابة العامة متابعة 193 شخصا على خلفية هذه الأحداث.

في الشمال، اندلعت المواجهات بمدينة الفنيدق بعد إغلاق الطريق المؤدي إلى معبر سبتة، حيث دخل المحتجون في صدامات مع القوات العمومية بالحجارة. وفي مارتيل أشعلت النيران في حاويات النفايات وقطعت الطرق، بينما انتهت مظاهرة بطنجة إلى مواجهات عنيفة على طول الكورنيش الساحلي مخلفة خسائر في الممتلكات. أما في الجنوب، فقد تجددت أعمال العنف بمدينة إنزكان، وامتدت إلى كلميم التي شهدت مواجهات عنيفة منذ انطلاق الشرارة الأولى مساء الأربعاء، كما لم تسلم تارودانت من أعمال مشابهة.

العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء بدورها عرفت أحداثا مشابهة بعدما تحولت احتجاجات إلى مواجهات قرب مؤسسات رسمية. وفي مدينة سلا، أضرم مجهولون النار في سيارتين للشرطة وفي محيط وكالة بنكية، قبل أن تعزز القوات المساعدة حضورها بالمدينة. ولم تقتصر أعمال العنف على المدن الكبرى، إذ امتدت إلى بلدات مثل سيدي بيبي وقلعة السراغنة والصخيرات وعين عتيق، حيث سجلت صدامات عنيفة.

أخطر الأحداث وقعت في بلدة القليعة بضواحي إنزكان، حيث حاول محتجون اقتحام ثكنة للدرك الملكي والاستيلاء على أسلحة وذخيرة. عناصر الدرك استخدمت السلاح الوظيفي في إطار الدفاع الشرعي عن النفس، ما أسفر عن مقتل شخصين متأثرين بإصاباتهما بالرصاص. المهاجمون استولوا على سيارة وأربع دراجات نارية تابعة للمركز، كما أضرموا النار في جزء من البناية.

وفي حصيلة أولية، أعلنت النيابة العامة أن 193 شخصا تمت متابعتهم على خلفية هذه الأحداث، بينهم 16 أُودعوا السجن بأمر من قاضي التحقيق بعد فتح تحقيق ضد 18 مشتبها فيه، و19 آخرون توبعوا في حالة اعتقال بالنظر إلى خطورة الأفعال المرتكبة. كما تمت متابعة 158 شخصا في حالة سراح، بينما تقرر الحفظ في حق 24 شخصا. وأكدت رئاسة النيابة العامة أن بعض الموقوفين كانوا في حالة تخدير، فيما تورط عدد من القاصرين تمت إحالتهم على قضاء الأحداث.

الحركة الشبابية التي دعت إلى هذه الاحتجاجات عبر منصات التواصل الاجتماعي جددت في بياناتها الدعوة إلى السلمية ورفض العنف، مشددة على مطالبها المرتبطة بتحقيق العدالة الاجتماعية، إصلاح التعليم وضمان الصحة للجميع. غير أن مجريات الليلتين الماضيتين أظهرت انزلاق التظاهرات إلى مسار عنيف، حيث اتسعت رقعة الصدامات وأعمال التخريب لتشمل مدنا وبلدات متعددة.

المتابعات القضائية ما تزال متواصلة، والتحقيقات مفتوحة لتحديد هوية باقي المشتبه في تورطهم في هذه الأحداث، بينما تتجه السلطات إلى التعامل بحزم أكبر في مواجهة أي أعمال تهدد الأمن والنظام العام.

المقال التالي