في البرلمان.. الأغلبية ترفض إصلاح الصحة بـ”التخريب” وتدق ناقوس الخطر من الاستغلال الخارجي للاحتجاجات

أكدت فرق الأغلبية بمجلس النواب أن الحكومة ماضية في ورش الإصلاح العميق للمنظومة الصحية باعتباره خياراً مصيرياً لا يقبل التأجيل، مشددة على أن الصحة ليست مجالاً للمزايدات السياسية ولا تُعالج بالتخريب، بل بإصلاحات مسؤولة وشجاعة. جاء ذلك خلال اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية، اليوم الخميس، عقب تقديم وزير الصحة عرضاً حول سير الإصلاح في ظل الاحتجاجات الأخيرة.
محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، اعتبر أن الحكومة تتعامل بجدية مع إصلاح الصحة، موضحاً أن الأمر لم يعد مجرد تدبير قطاعي بل بات مطلباً مجتمعياً مصيرياً يحظى برعاية ملكية خاصة. وأضاف أن تعبيرات الشباب خلال الاحتجاجات الأخيرة تعكس بوضوح عمق انتظارات المواطنين، خاصة فئة الشباب، مؤكداً أن الإصلاح يرتبط بشكل وثيق بالاستقرار الاجتماعي والمصداقية السياسية.
وشدد شوكي على أن المرحلة الراهنة تستدعي تسريع وتيرة التنزيل وتعزيز الشفافية وتفعيل الرقابة، داعياً إلى مراجعة آلية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لضمان عدالة الخدمات الصحية. وأكد أن فريقه النيابي ملتزم بالانخراط القوي في هذا الورش، انطلاقاً من قناعته بأن التنمية لا تقوم من دون نظام صحي عادل ودائم.
من جانبه، حذر أحمد التويزي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، مما وصفه بالاستغلال الخارجي الممنهج للاحتجاجات الاجتماعية، مبرزاً أن المغرب يمر بمرحلة دقيقة تتطلب التعاطي بمسؤولية سياسية ومؤسساتية، وعدم ترك الشارع في مواجهة مباشرة مع الأجهزة الأمنية.
وأشار التويزي إلى أن المغرب مستهدف من أطراف خارجية لا تستسيغ تقدمه الإقليمي وقدرته على المنافسة الدولية، مؤكداً أن ما يحدث اليوم من حراك شبابي واسع على المنصات الرقمية ليس معزولاً عن السياق العالمي. واستحضر في هذا السياق ما سمي بـ”الربيع العربي” سنة 2011، والذي وصفه بـ”الخريف العربي” لما خلفه من انهيارات في دول عدة.
ولم يتردد التويزي في توجيه انتقادات حادة للنخب والأحزاب السياسية، معتبراً أنها ساهمت بشكل غير مباشر في تأجيج الاحتقان بسبب ضعف الوساطة وفقدان ثقة المواطنين. وقال إن بعض الأمناء العامين تحولوا إلى “يوتيوبرز”، وهو ما يعكس فقدان البوصلة السياسية.
وأكد أن ترك الساحة للمنصات الرقمية في ظل تراجع أدوار الأحزاب والنقابات يزيد من اتساع الهوة مع الشباب. ودعا إلى تحمل البرلمان والأحزاب لمسؤولياتهم التاريخية في هذه اللحظة الحساسة، مبرزاً أن الجيل الجديد متصل وواعٍ ويعيش تحولات عميقة، ولا يقبل بالخطابات التقليدية.
وختم التويزي بالتشديد على أن الحفاظ على التوازن والاستقرار الوطنيين يتطلب إشارات سياسية واضحة موجهة للشباب، تؤكد أن مطالب الصحة والتعليم ومحاربة الفساد ليست محل خلاف، بل أولويات وطنية جامعة ينبغي العمل على تحقيقها.
تعليقات