آخر الأخبار

موجة احتجاجات تكشف إخفاقات وزارة الشباب في تلبية تطلعات الجيل الجديد وبنسعيد في مرمى الانتقادات

عرفت عدة مدن مغربية خلال الأيام القليلة الماضية، موجة من الاحتجاجات، حيث خرج الآلاف من الشباب للمطالبة بتجويد قطاع الصحة والتعليم والقطع مع الفساد.

وفي ظل هذه الاحتجاجات، خرج محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، بخطاب يبدو بعيداً كل البعد عن الواقع الذي يعيشه هؤلاء الشباب؛ فقد نشر حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يعد بنسعيد جزءا من أمانته العامة المشتركة، مقطعا من كلمته خلال احد المؤتمرات، مؤكدا فيها أن أصوات الشباب “ليست تهديدا، بل نداء صادق من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة والمساواة”، وأن الإصغاء المسؤول لآرائهم هو السبيل لتحويل طاقاتهم إلى مشاريع إيجابية.

لكن هذه الكلمات الرسمية لم تستطع أن تخفي الحقيقة؛ فوزارة الشباب بقيادة بنسعيد لم تقدم منذ تنصيبه أي حلول ملموسة تلبي حاجيات الشباب، واكتفت بالشعارات السياسية الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وفق مراقبين ومتتبعين للشأن العام.

المشاريع التي تم تنفيذها اقتصرت على أنشطة افتراضية ودعم الألعاب الإلكترونية، بينما تتطلب المرحلة الحالية تلبية احتياجات أساسية أكثر عمقاً، تتعلق بتوفير فرص الشغل، تطوير التعليم، تحسين الخدمات الثقافية والاجتماعية، ودعم المبادرات المجتمعية الحقيقية.

ويعتبر العديد من المتابعين أن إخفاق بنسعيد في إدارة وزارة الشباب ساهم بشكل مباشر في تفاقم الاحتقان الاجتماعي الذي دفع هذه الفئة للخروج إلى الشارع والمطالبة بحقوقها؛ فالكلمات الرنانة لا تكفي أمام شباب واع يدرك الفرق بين الخطابات النظرية والسياسات الفعلية التي تؤثر على حياتهم اليومية ومستقبلهم.

إن خطاب بنسعيد، الذي حاول فيه تصوير نفسه كمن يستمع للشباب ويحول طاقاتهم إلى مشاريع وطنية، يبدو بالنسبة لهم مجرد واجهة لتغطية فشل ملموس على الأرض، حيث لم تتغير الوقائع المعيشية التي تحرك الاحتجاجات، ولم تظهر أي برامج أو سياسات جديدة تستجيب لتطلعات الشباب المغربي؛ ويطرح هذا الوضع تساؤلا حول جدوى وزارة الشباب في ظل قيادتها الحالية، وقدرتها على تطوير برامج عملية وفاعلة تلبي تطلعات هذه الفئة الحيوية من المجتمع.

النقد الموجه لبنسعيد يعكس شعورا عاما بالإحباط وسط الشباب، الذين يرفضون الشعارات الرنانة ويطالبون بحلول واقعية، ملموسة، وقابلة للقياس، بدل الكلمات الفضفاضة التي لا تتجاوز طي النشرات الرسمية والخطابات السياسية الجاهزة.

المقال التالي