آخر الأخبار

البيان في كوابيس وهذيان حكام الجيران ‎

بقلم/ محمد أوزين

 
‎  هل هي لعنة الجغرافيا التي حشرتنا مع حكام جارنا الشرقي والذين لا يتركون فرصة تمر إلا ويشهرون العداء، وينفثون سموم حقدهم الدفين لبلد عظيم من حجم المغرب ساندهم دوما في الضراء قبل السراء، فتراهم لا يتركون يوما يمر إلا و يعلنون الضغينة، مرة بالتجني والمغالطة، ومرات بالتضليل والافتراء من أجل إشباع نزوة عقدة مزمنة إسمها المغرب.
 
‎  لسنا في حاجة إلى التذكير في كل مرة بمسببات هذه العقدة العضال التي استعصى معها كل علاج، ولا يسعنا في التعامل مع أعراضها سوى الابتهال إلى العلي القدير لعل وعسى أن تحدث المعجزة ويشفى حكام الجيران من بلواهم ومن عقابيل العشرية الدموية التي لا تزال تسم ذاكرتهم القصيرة والمثخنة بمخلفات وباء الحرب الباردة المستدام والمتحور في أجنذاتهم الجامدة والمتقادمة.
 
‎   عودة إلى ما جد في مقامات الحمق والذهان والهذيان المعهود والمألوف، نشرت صفحات جزائرية موجهة من طرف الطغمة العسكرية تدوينات حول المغرب والتي هي في الواقع مدعاة للسخرية والضحك، وذلك على ضوء الحراك الشبابي الذي يرفع مطالب اجتماعية بحتة: التعليم، الصحة والسكن، في تشبث بالسلمية وتحت سقف دولة المؤسسات والمكتسبات.

 
‎   فعلى امتداد كل المدن التي خرج فيها بعض الشباب، وهذا ما تؤكده التقارير الإعلامية و” اللايفات” المباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والمعاينة في الميدان لم يسجل أدنى خروج عن “نص” وسياق المطالب الاجتماعية، وهي المطالب التي لم نتردد في الترافع من أجلها كحزب سياسي يشتغل في إطار المؤسسات، وبالتالي نرفع التحدي أمام الإعلام الجزائري وصفحاته المخدومة والمسخرة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي أن يعطي دليلا واحدا ووحيدا على المزاعم المرضية التي أفرزتها عقلية نظام يقتات من الحقد ويتغذى من التحامل على المملكة المغربية.
 
‎  هي مجرد أضغاث أحلام تترجم الكوابيس الحقيقية التي يعاني منها المتحكمون، ما تعاقب الليل والنهار، على شعب جار طيب كريم، وهي الكوابيس التي عادت ببلد غني بالنفط والغاز إلى ما يشبه سيرا الى الوراء.
 
‎  لذلك نحكم على المحاولات اليائسة لحكام الجيران الركوب على الاحتجاج الشبابي في المغرب بكونها عرض ارتجاج في أمخاخ من يتحكمون في مصائر شعب هذه الجارة المغلوب على أمره.
 
‎  أما نحن في المغرب، فليس لدينا أدنى عقدة أو مركب نقص من أي دينامية حاملة لمطالب اجتماعية وحقوقية، في إطار احترام القانون المنظم لحق التظاهر والاحتجاج. لأن التشبث الكبير والراسخ لجميع المغاربة فطرة وقناعة بدولة المؤسسات والحق والقانون هو الذي جعل المملكة الشريفة بقيادة ملكية حكيمة تصنع التميز والاستثناء، كدائم العهد، و تتجاوز وتتخطى برزانة ظرفية ما سمي ب”الربيع العربي” الذي تحول الى خريف سياسي لأنظمة الحزب الوحيد، وما حكام جارتنا الشقيقة عنها ببعيدة. وتحولت كيانات، للأسف ترعاها الجارة على حساب ضرائب وأموال الشعب الجزائري الشقيق، الى أوكار للإرهاب وصناعة التطرف والعيش على ريع ووهم الانفصال البائد وخنق حقوق الإنسان حتى في أبسط تجلياتها.
 
‎   لذلك ننصح حكام الجيران بأن يضعوا في بطونهم كما يقول أشقاؤنا في بلاد الكنانة “بطيخة صيفي”، ونقول لهم حتى وإن ارتكنوا واستكانوا إلى نومة أهل كهف قرونا عديدة، سيستفيقون ليروا دوما مغربا أكثر رقيا واستقرارا وديمقراطية، يسود فيه ود واحترام ووفاء موصولين بين ملكية حكيمة وشعب متلاحم يعض على وحدته وأمنه وآمانه بالنواجد، وبجبهة داخلية متراصة وصلبة تنكسر عليها دائما وأبدا دسائس الخصوم.

‎”وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” صدق الله العظيم.
 
‎الأمين العام لحزب الحركة الشعبية

المقال التالي