آخر الأخبار

من رويترز إلى الجزيرة.. كيف تناولت وسائل الإعلام العالمية احتجاجات الشباب المغاربة؟

شهدت مدن مغربية منذ يوم السبت الماضي احتجاجات شبابية غير مسبوقة قادها آلاف من الشباب مطالبين بإصلاحات في مجالي الصحة والتعليم وانتقادا لأولويات الإنفاق العمومي.

وقد لقيت هذه التحركات صدى واسعا في الصحافة العالمية والعربية التي تناولت أبعادها المختلفة بين ما اعتبرته غضبا اجتماعيا متصاعدا وما رأت فيه تعبيرا عن أزمة ثقة بين الشباب والدولة.

وكالة رويترز البريطانية نشرت تقريرا تحدثت فيه عن خروج مظاهرات شبابية في عدة مدن دعا إليها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأشارت إلى أن السلطات تدخلت لمنعها عبر تطويق أمني واعتقالات، معتبرة أن هذه التحركات تكشف عمق الأزمة الاجتماعية وسط الشباب المغربي.
أما وكالة أسوشييتد برس الأمريكية فقد ركزت على جانب آخر يتمثل في انتقاد المحتجين للإنفاق على الملاعب والفعاليات الرياضية في وقت تعاني فيه المستشفيات والمدارس من ضعف الإمكانيات، وأشارت إلى صدامات بين بعض الشبان وقوات الأمن.

قناة الجزيرة من قطر تطرقت إلى هذه الاحتجاجات سواء بالعربية أو الإنجليزية، مؤكدة أن التحركات شملت الرباط والدار البيضاء وأكادير، وأنها رفعت شعارات اجتماعية تطالب بإنقاذ قطاعي الصحة والتعليم، فيما سلطت الضوء على النقاش الواسع الذي رافقها في مواقع التواصل الاجتماعي؛ أما قناة فرانس24 الفرنسية فقد أبرزت أن السلطات منعت مظاهرات المجموعة واعتقلت عددا من المشاركين، مشيرة إلى أن دوافع الحراك ترتبط بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للشباب.

في المقابل اهتم موقع مصراوي المصري بتقديم قراءة تحليلية حول طبيعة الحركة التي دعت إلى الاحتجاجات في المغرب وكيفية تنظيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبرزا أن شعاراتها مثل “الصحة والتعليم قبل كأس العالم”، تعكس أولويات جيل جديد يرفض ما يعتبره سوء توزيع للموارد؛ جريدة العربي الجديد التي تصدر من قطر ركزت على الجانب الحقوقي واعتبرت أن الاحتجاجات كانت سلمية في مجملها لكنها واجهت تفريقا أمنيا وتوقيفات أثارت جدلا في الساحة السياسية والحقوقية.

ورغم اختلاف زوايا التغطية الإعلامية بين التركيز على المطالب الاجتماعية أو على رد فعل السلطات أو على خلفيات التنظيم الرقمي، فإن القاسم المشترك بين كل الصحف هو أن احتجاجات “الشباب المغاربة” أعادت إلى الواجهة نقاشا حادا حول أولوية القطاعات الاجتماعية ومكانة الشباب في السياسات العمومية بالمغرب.

المقال التالي