افغانستان: طالبان توقف شبكة الإنترنت لأسباب “أخلاقية” في أكبر انقطاع منذ 2021

أدى قرار سلطات طالبان قطع شبكة الألياف البصرية في أفغانستان إلى انقطاع شامل لخدمات الاتصالات والإنترنت لليوم الثاني على التوالي، ما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان والنشاط الاقتصادي والخدمي في مختلف المدن؛ ويأتي هذا الإجراء ضمن سياسة السلطات، التي بدأت منذ بداية شتنبر بفرض قيود على الاتصال في بعض الولايات، بزعم منع ما وصفته بـ”الرذيلة”.
ليلة الاثنين-الثلاثاء، تراجعت تغطية الهواتف المحمولة وخدمة الإنترنت تدريجياً حتى وصل معدل الاتصال الوطني إلى أقل من واحد بالمئة من المستويات الطبيعية، ما اعتبرته منظمة “نتبلوكس” انقطاعاً شاملاً؛ وأكد مصدر حكومي أن خدمات الاتصال ستظل معلقة “حتى إشعار آخر”، مشيراً إلى تعطيل ما بين ثمانية إلى تسعة آلاف عمود اتصالات، وأنه لا توجد وسيلة بديلة للاتصال، ما يؤثر على القطاع المصرفي والجمارك والخدمات الأخرى في أنحاء البلاد.
ويعاني السكان، داخل أفغانستان وخارجها، من صعوبة التواصل مع عائلاتهم وأصدقائهم، في حين كانت خدمة الإنترنت في الأسابيع الماضية بطيئة جداً أو متقطعة. وقد سبق أن أعلنت ولاية بلخ عن حظر الإنترنت عبر الألياف الضوئية وفصل الشبكة، تنفيذاً لأمر من القائد الأعلى لطالبان، معتبرة هذا الإجراء جزءاً من جهود مكافحة الرذيلة، مع وعد بتوفير خيارات بديلة لتلبية احتياجات الاتصال.
وكانت السلطات السابقة قد اعتبرت شبكة الألياف الضوئية التي تم نشرها مطلع الألفية الثالثة أولوية وطنية لتقريب البلاد من العالم الخارجي والمساهمة في الحد من الفقر، ويصل طولها الإجمالي إلى 9350 كيلومتراً؛ ومع قطع الشبكة حالياً، تواجه أفغانستان تحدياً جديداً يعكس الاعتماد الكبير على هذه البنية التحتية للاتصالات في حياة المواطنين اليومية والأنشطة الاقتصادية والخدمية.
تعليقات