طفل يلقى حتفه بسبب كلب ضال بالبيضاء يعيد خطر السعار للواجهة

توفي طفل يبلغ من العمر 13 سنة بمدينة الدار البيضاء، بعد مضاعفات صحية خطيرة ناجمة عن عضة كلب ضال كان قد تعرض لها قبل حوالي أربعين يوماً. الحادث أثار موجة من الحزن، وأعاد النقاش حول تهديد الكلاب الشاردة التي تنتشر في عدد من الأحياء المغربية.
عائلة الضحية أوضحت أن العضة بدت في البداية غير مقلقة، إذ لم يكن الجرح عميقاً ولم تظهر عليه أعراض تدعو للانتباه. غير أن الوضع تغيّر لاحقاً، بعدما بدأت تظهر على الطفل علامات إصابة بداء السعار، ليتم نقله إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه. ورغم تلقيه العلاج، فقد تدهورت حالته سريعاً وانتهت بوفاته.
صدمة الأسرة تحولت إلى دعوة مفتوحة للمساءلة، حيث طالبت بفتح تحقيق في ملابسات الحادث، وحثت السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاربة ظاهرة الكلاب الضالة، التي باتت تهدد بشكل مباشر سلامة الأطفال والساكنة.
الحادث المأساوي وضع من جديد ملف الكلاب الشاردة في صدارة النقاش العمومي، خاصة في ظل غياب برامج وقائية فعالة. جمعيات مدنية حذرت في أكثر من مناسبة من خطورة إهمال التلقيح والإيواء، معتبرة أن استمرار الوضع الحالي يضاعف المخاطر الصحية، وعلى رأسها داء السعار الذي ما زال يحصد أرواحاً في صمت.
القانون المنظم لمكافحة داء السعار وحماية الصحة العامة في المغرب يؤكد على إلزامية تلقيح الكلاب وتقييد حركتها، كما يمنح السلطات صلاحيات واسعة للتدخل عند تسجيل تهديدات للصحة أو السلامة. ومع ذلك، يبقى التطبيق العملي لهذه المقتضيات محل تساؤل متكرر من طرف المواطنين.
ويؤكد هذا الحادث المأساوي الحاجة الملحة إلى مقاربة شمولية تتجاوز الحلول الظرفية، عبر حملات تلقيح منتظمة، إحداث مراكز إيواء، وتكثيف حملات التوعية بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه. ذلك أن سلامة المواطنين، خصوصاً الأطفال، لا تزال مهددة في غياب استراتيجية واضحة لمعالجة الظاهرة بشكل نهائي.
تعليقات