آخر الأخبار

وزارة العدل تحذر من مخاطر “البوفا” وتطالب بإجراءات استعجالية لتعزيز نظام الإنذار المبكر ووقف تمدد المخدر

دعا المرصد الوطني للإجرام إلى تحديث الإطار القانوني، وتطوير القدرات التقنية، وتفعيل نظام الإنذار المبكر لمواجهة تنامي المخدرات الصناعية، وعلى رأسها مخدر “البوفا”. وجاء ذلك في دراسة حديثة أصدرها المرصد التابع لوزارة العدل تحت عنوان: “مخدر البوفا في المغرب: تحليل الاتجاهات والاستجابات الاستراتيجية”، صدرت الثلاثاء.

وأكدت الدراسة على ضرورة استكمال الإطار التنظيمي لظهير 1974 من خلال وضع تعريفات دقيقة للمخدرات الاصطناعية وتشديد العقوبات على الإنتاج غير المشروع، إلى جانب تحديث المختبرات بأحدث التقنيات وتكوين خبراء متخصصين في التحليل الكيميائي. كما أوصت بتكييف البروتوكولات العلاجية مع خصوصيات هذه المواد.

ويُعرف “البوفا” بكونه خليطاً غير متجانس من بقايا الكوكايين ممزوجة بمواد كيميائية وعقاقير طبية مختلفة. وقد ظهر لأول مرة سنة 2020، قبل أن يتسع نطاق استهلاكه خلال فترة جائحة كورونا بسبب صعوبات الحصول على المخدرات المستوردة، بحسب الدراسة.

وشدد التقرير على ضرورة إرساء نظام إنذار مبكر عبر شبكة متخصصة لرصد المواد الجديدة، مع إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات حول التهديدات الناشئة. كما أوصى بتكثيف حملات التوعية الموجهة للفئات الأكثر عرضة للخطر، وتطوير برامج وقائية في الوسط المدرسي، إضافة إلى الإسراع في إحداث مراكز علاجية جهوية متخصصة، وتفعيل العقوبات البديلة وبرامج الإدماج الاجتماعي للمتعافين.

كما أكدت الدراسة أهمية الانفتاح على التعاون الإقليمي والدولي عبر تطوير آليات التعاون القضائي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن الشبكات الإجرامية، وتقاسم أفضل الممارسات العلاجية والوقائية مع الشركاء.

واعتمد المرصد في تحليله على بيانات إحصائية رسمية صادرة عن المديرية العامة للأمن الوطني والقيادة العليا للدرك الملكي بين سنتي 2022 و2024. وكشفت الأرقام عن 878 قضية مرتبطة بمخدر البوفا، أسفرت عن توقيف 1,044 شخصاً، ومصادرة أكثر من 18 كيلوغراماً من المادة، إلى جانب تسجيل ثلاث وفيات مؤكدة نتيجة استهلاكها. وارتفعت الكميات المحجوزة من 493 غراماً سنة 2022 إلى 8014 غراماً سنة 2023، ثم 9697 غراماً في 2024، فيما انتقل عدد الموقوفين من 92 سنة 2022 إلى 482 في 2023، ثم 470 في 2024.

وتشير الدراسة إلى أن انتشار البوفا يتركز في الوسط الحضري بنسبة 82% من المحاضر و76% من الموقوفين. كما يستهدف أساساً الفئة العمرية بين 18 و55 سنة بنسبة تفوق 90%، مع حضور بارز للذكور بنسبة 88.9%. وغالبية المتورطين ينتمون إلى فئات اجتماعية هشة، بين العاطلين عن العمل أو غير المتمدرسين وذوي التعليم الأساسي.

وسجل المرصد أن المغرب يتوفر على مقومات مؤسساتية لمواجهة هذا التحدي، من خلال كفاءة أجهزة إنفاذ القانون، وخبرة المرصد المغربي للمخدرات والإدمان، وشبكة المراكز العلاجية القائمة، إضافة إلى موقعه الريادي داخل هيئات الأمم المتحدة المعنية بمحاربة المخدرات.

وكانت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات قد حذرت في تقريرها لسنة 2024 من “التوسع السريع لصناعة المخدرات الاصطناعية غير المشروعة” باعتباره تهديداً رئيسياً للصحة العامة العالمية. كما أكد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره الصادر سنة 2025 أن المخدرات الصناعية باتت تهيمن بشكل متزايد على الأسواق غير المشروعة.

المقال التالي