تارودانت…خطر البناء العشوائي يهدد المناظر الطبيعية والتاريخية لواحة تيوت

تعيش واحة تيوت، التي تعد من بين أبرز الوجهات السياحية المميزة بإقليم تارودانت، على وقع جدل متزايد بفعل انتشار البناء العشوائي داخل محيطها الطبيعي، وخاصة في دوار القصيبة.
هذه الواحة التي تستقطب آلاف الزوار خلال فصل الربيع والصيف بفضل مناظرها الخلابة، وعيونها المائية، ومؤهلاتها التاريخية التي تعكس عراقة المنطقة، باتت اليوم مهددة بفعل أنشطة عمرانية غير منظمة تهدد توازنها البيئي وجاذبيتها السياحية.
سكان وفلاحو دوار القصيبة عبّروا عن استنكارهم لهذا الوضع، مؤكدين أن استفحال البناء العشوائي لا يقتصر أثره على تشويه المشهد العام للواحة، بل يمتد ليضر بالأنشطة الفلاحية التي يعتمدون عليها في معيشتهم، فضلا عن انعكاساته المباشرة على النظام البيئي الذي يمنح المكان خصوصيته.
وطالب المتضررون السلطات المحلية بالتدخل العاجل لوضع حد لهذه الممارسات، وتفعيل المساطر القانونية في حق المخالفين، حماية للملك العمومي ولحقوق الساكنة التي تعتبر الواحة فضاءً للعيش والإنتاج؛ كما شددوا على أن صمت الجهات الوصية يشجع على التمادي في هذه الخروقات، الأمر الذي يهدد بفقدان واحة تيوت مكانتها كتراث طبيعي وتاريخي وسياحي فريد.
وتؤكد فعاليات محلية أن حماية واحة تيوت من هذه الاعتداءات العمرانية العشوائية، ليست فقط مطلبا بيئيا أو فلاحيا، بل قضية تنموية مرتبطة بمستقبل السياحة القروية بالإقليم؛ فواحة تيوت، بما تزخر به من مقومات، تمثل رافعة أساسية للتنمية المحلية، حيث يقصدها السياح للاستمتاع بجمال الطبيعة والموروث الثقافي الأصيل، ما يستوجب وضع استراتيجية محكمة لتثمينها وحمايتها من أي اختلالات تهدد توازنها البيئي والسياحي.
تعليقات