آخر الأخبار

بعد الضجة التي هزت قطاع الصحة بالمغرب.. مواطنون يتساءلون: أين اختفى أخنوش وما موقعه مما يقع؟

بينما تشتعل الاحتجاجات أمام المستشفيات العمومية ويعلو صوت المواطن الغاضب المطالب بحق العلاج والكرامة، يظل رئيس الحكومة عزيز أخنوش غائبا عن المشهد كلياً، وكأنه غير معني بما يقع في البلاد؛ مشهد مثير للاستغراب، خصوصا أن شرارة هذه الاحتجاجات انطلقت من مدينة أكادير، التي يتولى أخنوش رئاسة مجلسها الجماعي، ليُطرح السؤال بحدة: هل رئيس الحكومة غائب عن هموم المغاربة، أم غائب حتى عن مدينته التي انتخبته؟

الوقفة الأخيرة أمام مستشفى الحسن الثاني بأكادير، وما تلاها من غضب شعبي عارم، لم تستفز الرجل الذي يفترض أن يكون في مقدمة الصفوف، يدافع عن قراراته ويواجه الأزمات؛ الصمت المطبق من رئيس الحكومة يثير السخرية أكثر مما يثير القلق؛ إذ يظهر وكأنه يعيش في جزيرة معزولة، بعيدة عن ضجيج الشارع وعن صفوف الانتظار الطويلة في المستشفيات.

في المقابل، جاء التدخل الحاسم بناء على التوجيهات الملكية عبر الأمير مولاي الحسن، حيث تمت زيارة المستشفى وإطلاق سلسلة من الإجراءات الاستعجالية، بينها الإعفاءات، فتح التحقيقات، وإرسال لجان التفتيش؛ وهنا تتضح المفارقة: مؤسسة ملكية تتحرك بسرعة لمعالجة الخلل، وحكومة تمارس الغياب المريح.

المغاربة الذين تابعوا الأحداث لا يسألون فقط عن وضعية الصحة، بل يسألون أيضاً عن موقع رئيس الحكومة من كل هذا؛ فإذا كان عاجزاً عن التحرك حين يتعلق الأمر بقطاع حساس مثل الصحة، وإذا كان غير قادر على الإصغاء حتى لنبض مدينته أكادير، فماذا تبقى من معنى لرئاسته للحكومة أو للمجلس الجماعي؟.

ما يدعو السخرية كذلك، وحسب تعليقات المواطنين، هو أن رئيس الحكومة نفسه هو من جاء بوزير الصحة الحالي، الذي لا تربطه بالمجال الصحي أي علاقة فعلية، وكان سابقاً موظفاً لدى زوجة أخنوش في إحدى شركاتها، كما شغل بعض الوقت وظائف في وزارة الفلاحة عندما كان أخنوش وزيراً لها؛ وفجأة، فوجئ الجميع بتعيينه وزيراً للصحة، أي لأكثر القطاعات حساسية وضرورة في الدولة، وهو ما أثار موجة من التعليقات الساخرة بين المغاربة الذين لا يفهمون كيف يمكن لموظف سابق أن يُسند إليه قطاع بهذه الأهمية.

المقال التالي