آخر الأخبار

تقرير فرنسي يسلط الضوء على غضب القرى المعزولة وأزمة الثقة مع المنتخبين

سلط تقرير إذاعة “RFI” الفرنسية الضوء على موجة من الاحتجاجات العفوية التي اندلعت في العديد من القرى المغربية المعزولة، حيث يعبر السكان عن غضبهم من التهميش الذي يعانون منه بعيدًا عن الأضواء. وأشار التقرير إلى أن عشرات المواطنين في هذه المناطق يقطعون مسافات تزيد عن 60 كيلومترًا سيرًا على الأقدام للوصول إلى مراكز الأقاليم، مطالبين بأبسط حقوقهم مثل “الماء”، و”الطرق”، و”الصحة”، و”التعليم”.

وانطلقت هذه الاحتجاجات من منطقة “آيت بوغماز” في يوليو الماضي، قبل أن تتوسع إلى عدة قرى في وسط البلاد. وقد اعتبرت “RFI” أن هذه التحركات تكشف عن “أزمة ثقة” كبيرة بين السكان والمنتخبين المحليين الذين يواجهون انتقادات بسبب الوعود غير المنجزة، وضعف أدائهم في معالجة القضايا المحلية.

تزامنًا مع هذه الاحتجاجات، يشير التقرير إلى أن هذه الحراكات تأتي في سياق سياسي حساس، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية. ويمنح هذا الحراك بعدًا إضافيًا يتجاوز المطالب الاجتماعية، حيث يطرح تساؤلات حول حصيلة النخب المحلية والجهوية. كما ذكر التقرير أن الملك محمد السادس كان قد أقر في خطاب له في يوليو باستمرار “التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية”، داعيًا إلى تعبئة وطنية للتقليص من هذه الفوارق.

وشهدت العديد من القرى والمداشر في المغرب، خلال الأشهر الأخيرة، مسيرات طويلة ومطالبات بتحسين الخدمات الأساسية، إضافة إلى فك العزلة عن المناطق الجبلية. ففي إقليم “أزيلال”، نظم سكان دواوير مثل “آيت بوكماز” و”آيت عباس” تظاهرات تعبيرًا عن تذمرهم من الوضع الراهن.

ورافق بعض الاحتجاجات وقفات ضد فيضانات أو انقطاع الطرق، مما أعاد إلى الواجهة مطالب تحسين البنية التحتية وتنمية المناطق المعزولة. هذه الحركات الاحتجاجية تكشف عن عمق الأزمة الاجتماعية، وتؤكد على تزايد الاستياء الشعبي، خاصة في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية في 2026.

المقال التالي