آخر الأخبار

هاشتاغ #مونديال_الصحة يغزو مواقع التواصل الاجتماعي ويطالب بتغيير حقيقي في مستشفيات المملكة (صور)

غزى وسم “#مونديال_الصحة” مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، حيث اجتذب آلاف المشاركين الذين رفعوا شعار “العلاج حق لكل مغربي”. هذه الحملة الرقمية أُطلقت في ظل تزايد القلق الشعبي بسبب ما يعانيه القطاع الصحي من مشاكل مزمنة، تشمل نقص البنية التحتية الطبية، غياب التجهيزات الأساسية في العديد من المستشفيات العمومية. كما أن المواطنين يواجهون معاناة كبيرة بسبب تأجيل المواعيد الطبية وفترات الانتظار الطويلة التي تصل إلى شهور في بعض الحالات.

الدعوة للمشاركة في الحملة عبر وسم “#مونديال_الصحة” حظيت بتفاعل كبير من المغاربة، الذين أطلقوا شعار “ماتخليهاش توقف عندك” لتوسيع نطاق الحملة، بهدف الوصول إلى المسؤولين وصناع القرار. المشاركون في الحملة أكدوا أن الحق في العلاج ليس مجرد امتياز، بل هو حق دستوري وإنساني، مشددين على أن تحسين القطاع الصحي يعد استثمارًا في صحة المواطن وبالتالي في مستقبل الوطن.

الحملة تأتي في وقت حساس، حيث يدور النقاش الوطني حول ضرورة إصلاح النظام الصحي وتحسين جودة الخدمات في المستشفيات العمومية. المعاناة التي يواجهها المواطنون في الحصول على الرعاية الصحية الأساسية بسبب النقص في الأطباء والمعدات الطبية تساهم في تأخير العلاج وتفاقم الأوضاع الصحية. ويرى المشاركون أن هذه المشاكل أصبحت عائقًا كبيرًا أمام حق المواطن في العلاج، ويجب على الحكومة اتخاذ خطوات سريعة لتوفير الحلول المناسبة.

من جانب آخر، اعتبر النشطاء أن الحملة هي بمثابة دعوة للإصلاح الجذري في النظام الصحي، مطالبين بتوفير تغطية صحية شاملة للجميع وتحسين مستوى الخدمات الطبية. الحملة تأمل في أن تُحدث ضغطًا على الحكومة لتوفير المزيد من الموارد للمستشفيات وتلبية احتياجات المواطنين الصحية بشكل فعال.

النشطاء أكدوا أن الحملة ليست مجرد احتجاج، بل هي دعوة إلى تغيير حقيقي يضمن الوصول إلى الرعاية الصحية بشكل أسرع وأكثر كفاءة. ولفتوا إلى أن القطاع الصحي يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة لتوفير بيئة صحية لائقة تضمن حقوق المرضى وتلبي احتياجاتهم.

في هذا السياق، قام وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، صباح اليوم الثلاثاء، بزيارة تفقدية للمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير. الزيارة جاءت عقب الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مئات المواطنين يوم الأحد الماضي للتنديد بتردي الخدمات الصحية بالمؤسسة. وقد لفتت فعاليات مدنية وحقوقية الانتباه إلى “اختلالات” خطيرة في المستشفى، مؤكدين من خلال شهادات المواطنين على تراجع جودة الخدمات الصحية.

خلال الزيارة، قام الوزير بجولة في مختلف مرافق المستشفى، حيث التقى بالأطر الطبية والتمريضية والإدارية، كما تكفل بعدد من الحالات المرضية التي كانت ضمن المحتجين. رافق الوزير في هذه الزيارة الكاتب العام للوزارة وعدد من المسؤولين المركزيين والجهويين. أفادت مصادر أن هذه الزيارة ستعقبها قرارات صارمة لإصلاح الاختلالات القائمة، وتعهد الوزير بالتدخل لمعالجة هذه الإشكالات وتحسين ظروف الاستقبال والرعاية الصحية بالمؤسسة.

المواطنون استغلوا فرصة تواجد الوزير داخل المستشفى لنقل شكاواهم المتعلقة بسوء الخدمات والمعاملة، حيث تعهد المسؤول الحكومي بالتدخل الفوري لتصحيح الوضع. ويبدو أن هذه الحملة، التي أطلقها المواطنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد بدأت في تحفيز الحكومة على اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين القطاع الصحي.

وختامًا، تظل هذه الحركات الشعبية الرقمية أداة ضغط قوية يمكن أن تؤدي إلى تأثير ملموس إذا استمرت في تسليط الضوء على قضايا الصحة العامة، مما قد يدفع الحكومة إلى اتخاذ قرارات سريعة وفعّالة لمواجهة تحديات النظام الصحي المغربي.

المقال التالي