آخر الأخبار

تبليط وتشجير الشوارع بالدار البيضاء في سباق مع الزيارة الملكية يثير استياء الفاعلين المحليين

تشهد العديد من المدن المغربية، مع اقتراب الزيارات الملكية، حالة استنفار عمراني مفاجئ يتمثل في الإسراع إلى تبليط الطرق وتشجير الشوارع وصباغة الأرصفة في سباق مع الزمن لإعطاء صورة حضارية مؤقتة؛ غير أن هذا السلوك المتكرر أصبح يثير استياءً عميقاً لدى المواطنين، الذين يعتبرونه شكلاً من أشكال “التجميل اللحظي” الذي لا يعكس حقيقة واقع البنية التحتية ولا يستجيب لحاجياتهم اليومية، وهو ما يضعف ثقتهم في المسؤولين وفي طريقة تدبيرهم للشأن المحلي.

وفي هذا السياق، عاشت مدينة الدار البيضاء، خلال الأيام الماضية، حركية استثنائية استعداداً للزيارة الملكية المرتقبة، حيث سارعت السلطات المحلية إلى إطلاق أوراش صباغة الأرصفة، وإعادة تبليط بعض المقاطع الطرقية، وتنظيف الشوارع الرئيسية. ورغم أن هذه التحركات أضفت جواً من التنظيم على بعض الفضاءات، إلا أنها أثارت في المقابل جدلاً واسعاً حول جدوى الإصلاحات المؤقتة في مدينة تعاني منذ سنوات من مشاكل هيكلية عميقة.

فالحفر المنتشرة، وضعف الإنارة العمومية، وتدهور شبكة الطرق، تظل معاناة يومية للساكنة، لا تكفي إصلاحات ظرفية لمعالجتها. وهو ما دفع عدداً من الفاعلين المدنيين والسياسيين إلى انتقاد هذا النمط من التدبير، معتبرين أن الأموال المخصصة للبنية التحتية لم تحقق الأثر المطلوب، وأن الأمر يستدعي فتح تحقيق شفاف حول طرق صرف هذه الاعتمادات ومدى احترام معايير الجودة في إنجاز المشاريع.

ويرى مراقبون أن العاصمة الاقتصادية، باعتبارها قلب المغرب النابض، تحتاج إلى رؤية استراتيجية شاملة تراعي توسعها العمراني والديمغرافي، وتضمن استمرارية الصيانة وجودة البنية التحتية، بدل الاقتصار على إصلاحات موسمية مرتبطة بالمناسبات الرسمية فقط.

المقال التالي