غياب الإعلام العمومي عن احتجاجات أكادير يثير جدلاً واسعاً والمهداوي: الإعلام يخالف التوجهات الملكية

شهد مستشفى الحسن الثاني بأكادير، خلال الأيام الأخيرة، احتجاجات واسعة من طرف المواطنين على تردي الخدمات الصحية، وغياب الأجهزة الطبية، ونقص الموارد البشرية، بالإضافة إلى سلسلة الوفيات التي شهدها المستشفى مؤخراً.
هذه التحركات الاحتجاجية لفتت أنظار الرأي العام الوطني والدولي، وقد تطرقت لها وسائل إعلام عالمية وعربية واسعة الانتشار، في حين غاب الإعلام العمومي المغربي عن تغطية هذه الأحداث، مما أثار موجة من الانتقادات بحق القنوات الرسمية.
وفي هذا السياق، اعتبر الصحفي حميد المهداوي أن غياب الإعلام العمومي عن التغطية يمثل إخلالاً بالدور الوطني والدستوري للإعلام.
وقال المهداوي في تصريح خص به موقع “مغرب تايمز”: “هو إعلام غير وطني وغير ديمقراطي وغير شعبي وغير دستوري، وهو كذلك في تصادم مع التوجهات الملكية، خصوصاً فيما يتعلق بالرسالة التي بعث بها الملك إلى أسرة الإعلام سنة 2002 بمناسبة اليوم الوطني للإعلام، حيث أكد بأن الإعلام شريك لا محيد عنه في بناء الصرح الديمقراطي.”
وأضاف المهداوي: “كان على الإعلام العمومي أن يكون إلى جانب المواطنين الذين يتألمون بمستشفى الحسن الثاني، وإلى جانب الاحتجاجات التي عرفتها المنطقة مؤخراً، وبما أنه لم يقم بذلك، فهو ليس بشريك في بناء الصرح الديمقراطي، بل هو عدو لهذا الصرح.”
وتابع المهداوي قائلاً: “هذا الإعلام لا يمثلنا، ويخون دوره الدستوري، ويخون التوجيهات الملكية، ويخون كذلك إرادة الشعب؛ لم يعد له أي علاقة بمشاكل المغاربة، وأصبح حجر عثرة في مسار بناء الديمقراطية، وبالتالي يحتاج إلى إصلاح جذري وعميق وتغيير مسيريه.”
وأشار المهداوي إلى أن الإعلام العمومي يركز غالباً على نقل بعض السهرات التي لا تمثل هوية المغاربة، وينقل أحياناً عبارات بذيئة ونابية، وأصبح بذلك سبباً في زيادة التوتر لدى المواطنين.
وأضاف:.”الإعلام العمومي أصبح منحازاً، كما رأينا في الخرجة الأخيرة لرئيس الحكومة، الذي تم استضافته في برنامج حواري على القناة العمومية، حيث ظهر هذا الإعلام منحازاً بشكل واضح لرئيس الحكومة.”
ويطرح غياب الإعلام الرسمي عن تغطية الاحتجاجات الأخيرة سؤالاً جدياً حول دوره في المجتمع، ودوره في تعزيز الشفافية والديمقراطية، خاصة في قضايا تمس حياة المواطنين اليومية مثل الخدمات الصحية، ما يجعل الحاجة إلى إصلاح جذري للقطاع الإعلامي أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
تعليقات