أكادير: آلاف المواطنين يحتجون أمام “مستشفى الحسن الثاني” بسبب تردي الخدمات الصحية

شهدت مدينة أكادير، مساء اليوم الأحد، تنظيم وقفة احتجاجية حاشدة أمام مستشفى الحسن الثاني، الذي بات يوصف من طرف عدد من النشطاء بـ”مستشفى الموت”، وذلك للتعبير عن الغضب الشعبي إزاء تردي الأوضاع الصحية داخل هذه المؤسسة الطبية.
الوقفة عرفت حضور فعاليات من المجتمع المدني إلى جانب مئات المواطنين، حيث قدر عدد المشاركين بما يزيد عن ألفي محتج، رفعوا شعارات قوية تطالب بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ المستشفى من حالة التدهور التي يعيشها منذ سنوات.
وأبرز المحتجون أن المستشفى يعاني من اختلالات بنيوية ونقص مهول في الأطر الطبية والتمريضية، إلى جانب غياب أجهزة أساسية في عدد من الأقسام الحيوية، ما انعكس سلباً على جودة الخدمات المقدمة للمرضى. كما أشاروا إلى سلسلة الوفيات الأخيرة، خاصة بقسم الولادة، والتي أججت غضب الساكنة ورفعت من منسوب الاحتقان الاجتماعي بالمنطقة.
وقد عرفت الوقفة حضوراً أمنياً مكثفاً، حيث حاولت بعض العناصر التدخل من أجل قمع وتفريق المحتجين والحد من تصاعد الاحتجاج، غير أن التزام المشاركين بالهدوء والشعارات السلمية، واعتمادهم أسلوباً راقياً ومسؤولاً في التعبير عن مطالبهم، حال دون وقوع أي صدام مباشر، ما ساهم في مرور الوقفة في أجواء سلمية.
وطالب المشاركون السلطات الصحية والمصالح المختصة بفتح تحقيق شفاف في ما وصفوه بـ”المستوى المتردي” الذي آل إليه المستشفى، والعمل على توفير التجهيزات الطبية الحديثة والأطر الكافية، إلى جانب مراجعة طرق التعامل مع المرتفقين، مع محاسبة كل من ثبت تقصيره أو تورطه في أوضاع المؤسسة.
الوقفة جاءت لتجدد النقاش حول واقع المنظومة الصحية بجهة سوس ماسة، حيث اعتبر عدد من الفاعلين أن مستشفى الحسن الثاني، باعتباره أكبر مؤسسة استشفائية في الجهة، لم يعد قادراً على الاستجابة لانتظارات المواطنين، الأمر الذي يفرض، وفق تعبيرهم، إرادة سياسية قوية وإجراءات استعجالية لإعادة الثقة في المرفق الصحي العمومي.
تعليقات