بنكيران: قصف إسرائيل للدوحة إنذار لكل العرب والمسلمين

تواصل آلة الحرب الإسرائيلية توسيع رقعة اعتداءاتها في المنطقة، بعدما لم تكتفِ بإبادة الفلسطينيين في غزة وتشريد أهلها، بل امتد قصفها مؤخراً إلى العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة قيادات من حركة حماس، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة مباشرة إلى الدول العربية جميعها، مفادها أن لا أحد في مأمن من بطش الاحتلال.

في هذا السياق، حذّر عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من أن الحكام العرب والمسلمين مهددون في استقرار حكمهم، إذا فشلوا في حماية شعوبهم والدفاع عن كرامتهم، مؤكداً أن “الميثاق بين الحاكم والمحكوم سينهار إذا شعر الناس بالعجز والخذلان”.

وخاطب ابن كيران القادة العرب، الذين سيجتمعون في قمة الدوحة المرتقبة بعد يومين، قائلاً إن الواجب يقتضي اتخاذ قرارات عملية وحازمة، لأن “من تجرأ على قطر لن يوقر أحداً، بما في ذلك الإمارات والسعودية وتركيا والمغرب والجزائر وتونس”.

وأضاف في كلمة له خلال اجتماع حزبي، أن مواطني الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة، ومن ضمنها المغرب، باتوا مهددين بدورهم بعد استهداف قطر، مشدداً: “لا نطالب الحكام بإعلان الحرب على إسرائيل، لكن أقل ما يجب فعله هو قطع العلاقات الدبلوماسية أو على الأقل استدعاء السفراء للاحتجاج”.ووصف ابن كيران العدوان الإسرائيلي على الدوحة بأنه “جريمة نكراء وانتهاك سافر للقانون الدولي”، مبرزاً أن إسرائيل التي تملك ترسانة نووية “لا تكتفي بالهيمنة، بل تسعى لاستعباد شعوب المنطقة كافة”، مستشهداً بما يتعرض له أهالي غزة من تجويع وإبادة وصمود أسطوري.

وأبدى استغرابه من استمرار صمود الفلسطينيين بعد شهور طويلة من الحرب، مؤكداً أن غزة، رغم محدودية مواردها، تمكّنت من مقاومة دولة ترهب جيرانها من مصر إلى لبنان وسوريا، وهو ما يعكس – بحسبه – إرادة الشعب الفلسطيني التي لا تُقهر.

ودعا ابن كيران القادة العرب والمسلمين إلى أن يبرهنوا خلال قمة الدوحة على رفضهم التواطؤ مع الاحتلال، محذراً من أن “كل الدول العربية اليوم معرّضة للاعتداء، بعد أن أثبتت إسرائيل أنها لا تقف عند حدود”.