انتقادات حادة لأداء رئيس الحكومة بعد حواره التلفزي: خطاب بعيد عن واقع المغاربة

أثار الحوار التلفزي الذي استضيف فيه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مساء أمس على القناتين “الأولى” و”دوزيم”، الكثير من الجدل بين المتتبعين، حيث اعتُبر بعيداً عن تطلعات المواطنين وانتظاراتهم؛ فرغم الانتظار الكبير لهذا اللقاء، إلا أن أجوبة أخنوش بدت سطحية وعمومية، وافتقدت إلى العمق المطلوب في مواجهة الملفات الحارقة التي تعيشها البلاد.
وحسب معلقين فإن المغاربة كانوا يتوقعون من رئيس حكومتهم أن يقدم حلولاً واقعية وإجابات واضحة بشأن أزمات الصحة العمومية التي تنهك المواطنين، وأوضاع التعليم التي تتدهور سنة بعد أخرى، إلى جانب ملف إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز، الذي ما تزال معاناته ماثلة في أذهان المتضررين؛ لكن مداخلة أخنوش لم تلامس هذه القضايا بالجدية اللازمة، بل ظهر وكأنه يتحدث عن مغرب آخر غير الذي يعرفه الناس، مغرب مثالي لا يعكس الواقع المليء بالتحديات اليومية.
وفي سياق حديثه، تطرق أخنوش إلى مشروع محطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء، مؤكداً أن الصفقة تمت في إطار “واضح وشفاف” وأن المشروع استثمار ضخم لتعزيز الأمن المائي.ط؛؛ غير أن هذه النقطة، التي ركّز عليها بشكل لافت، لم تقنع جزءاً واسعاً من الرأي العام، خاصة في ظل الجدل القائم حول تضارب المصالح بحكم امتلاكه حصصاً في الشركات المشاركة بالمشروع، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول استقلالية القرار الحكومي وشفافية تدبير الملفات الاستراتيجية.
يضيف المعلقون: اللقاء كشف بوضوح ضعف التواصل السياسي لرئيس الحكومة، الذي بدا وكأنه يكرر أرقاماً ومشاريع دون أن يقترب من هموم المواطن البسيط أو أن يقدم أجوبة عملية بشأن ارتفاع الأسعار، معاناة المنظومة الصحية، هشاشة الخدمات التعليمية، أو حتى السياسات الاجتماعية التي ينتظرها ملايين المغاربة؛ وهو ما دفع العديد من المراقبين إلى اعتبار ظهوره الإعلامي مخيباً للآمال، ومؤشراً إضافياً على عجزه عن تجسيد دور القائد السياسي القادر على إقناع الناس بمشروع حكومي متماسك.
تعليقات