آخر الأخبار

ارتفاع صادم في أسعار القهوة بالمملكة يتجاوز 150% بسبب المضاربة والممارسات الاحتكارية بالسوق

شهدت أسعار القهوة في المغرب ارتفاعاً غير مسبوق خلال الأشهر الأخيرة، إذ قفزت بنسبة تقارب 150% مقارنة بالعام الماضي. هذا الارتفاع شمل بشكل خاص العبوات الصغيرة التي يستهلكها الأفراد يومياً. وتزايدت شكاوى المستهلكين وأرباب المقاهي، الذين أكدوا أن هذه الزيادات المتتالية أربكت السوق وأثرت بشكل مباشر على القدرة الشرائية.

منذ بداية العام، سُجلت أربع زيادات متلاحقة في الأسعار، ما جعل القهوة مشروباً يرهق ميزانيات الأسر ذات الدخل المحدود. أصحاب المقاهي اعتبروا أن التحدي لم يعد مقتصراً على التكاليف، بل شمل أيضاً جودة الخدمة، إذ لم يعد بإمكانهم ضبط أسعار المشروبات كما اعتاد الزبائن.

نور الدين الحراق، رئيس الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، أوضح أن هذه الزيادات تطرح تساؤلات ملحّة حول أسبابها الحقيقية. وأشار إلى أن العوامل المناخية قد تكون ساهمت في الارتفاع، لكن من الضروري إجراء تقييم شامل لمعرفة ما إذا كان الأمر يرتبط فقط بالأسواق العالمية، أم أن المشكلة أعمق في السوق المحلي.

تقارير مهنية أفادت أن الأسعار في المغرب تجاوزت الارتفاعات العالمية التي تراوحت بين 10 و30% فقط، ما يثير الشكوك حول وجود اختلالات داخلية. مهنيون في القطاع عزوا ذلك إلى سلاسل توزيع غير شفافة وممارسات مضاربية أثقلت كاهل المستهلكين.

خبراء اقتصاديون حذروا من أن هذه الاختلالات، إلى جانب ارتفاع تكاليف المعيشة، تهدد القدرة الشرائية للمغاربة. وأكدوا أن غياب تدخل فعّال من السلطات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع، مع ما يحمله ذلك من انعكاسات على نشاط المقاهي والمطاعم، التي تعتبر جزءاً من الحياة اليومية والاقتصاد المحلي.

في خضم هذه الأزمة، وُجهت تساؤلات إلى وزارات التجارة والصناعة والاقتصاد حول خططها لمعالجة الملف والكشف عن أسباب الفارق الكبير بين الأسعار الوطنية والدولية. كما دعا المكتب الوطني للجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم مجلس المنافسة إلى التدخل العاجل لضبط السوق، متهماً إياه بالتقاعس أمام احتكار شركة واحدة تسيطر على نحو 99% من تجارة البن بالمغرب.

المكتب حمّل المجلس المسؤولية عن استمرار هذا الوضع، مؤكداً أن الهيمنة على عمليات البيع والشراء تقوض التوازن في السوق وتعمق معاناة المستهلكين. وفي انتظار تقييم شامل للأسباب وإجراءات ملموسة لضمان الشفافية ومحاربة الاحتكار، يبقى السؤال مطروحاً: هل يظل فنجان القهوة جزءاً من الروتين اليومي للمغاربة، أم أنه يتحول تدريجياً إلى رفاهية لا يقدر عليها الجميع؟

المقال التالي