دون مراعاة خصوصية المنطقة..جماعة أكادير تستعين بالألمان لتعليم المدينة ركوب الدراجات وجمع الكلاب

كشفت مصادر متطابقة من داخل جماعة أكادير أن المجلس الجماعي، برئاسة عزيز أخنوش، يدرس تنفيذ مشاريع تتعلق بتشجيع سكان المدينة على استعمال الدراجات الهوائية بدل السيارات، وذلك بالتنسيق مع منظمة ألمانية.
وتشير المصادر إلى أن المشروع يشمل دراسة حول السبل الأكثر فعالية لتحفيز التنقل بالدراجة، بهدف تقليل الاعتماد على السيارات وتحسين البيئة الحضرية.
في هذا الصدد يرى متتبعون أن هذه الخطوة قد تواجه تحديات كبيرة على أرض الواقع، نظراً لخصوصيات المدينة الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى طبيعتها التضاريسية التي تتميز بشوارع وعرة وتلال صعبة.
بالمقارنة، تعتبر مدن مثل مراكش وتارودانت أكثر ملاءمة لهذا النوع من المشاريع، حيث الأرض مستوية وثقافة استخدام الدراجات متجذرة منذ زمن طويل؛ ويخشى المتابعون أن يؤدي تجاهل هذه الخصوصيات إلى فشل المشروع، وهدر موارد مالية كبيرة كما حدث مع مشاريع سابقة لم تُنفذ بشكل فعلي.
وفي سياق مشابه، أشارت المصادر ذاتها إلى أن الجماعة تخطط للاستعانة بخبراء ألمان في مشروع الملجأ الجديد للكلاب الضالة بالمدينة، والذي من المتوقع أن يستقبل مئات الكلاب يومياً؛ وتعتمد الجماعة على الخبرة الألمانية في هذا المجال، على الرغم من أن ألمانيا تجاوزت منذ سنوات مشكلة الكلاب الضالة، بينما لا يزال جمع الكلاب من الشوارع تشكل تحدياً أساسياً لحماية المواطنين والحفاظ على الأمن الصحي.
وتعكس هذه المشاريع، حسب معلقين، نمطاً من التخطيط غير المتكامل والعشاوئي، حيث تركز على الخبرة الخارجية والدراسات النظرية، دون مراعاة البنية التحتية للمدينة أو عادات السكان وخصوصياتهم.
ويؤكد المتتبعون أن نجاح أي مشروع تنموي يتطلب تقدير الواقع المحلي بشكل دقيق قبل استثمار الملايين في الدراسات والتنفيذ.
في الوقت الحالي، لا تزال التفاصيل النهائية لهذه المشاريع قيد الإعداد، بينما يبقى المواطن على أرض الواقع أمام تحديات يومية في التنقل والحياة الحضرية، ما يطرح التساؤل حول جدوى هذه المبادرات وقدرتها على تحقيق أثر ملموس على المدينة وسكانها.
تعليقات