آخر الأخبار

“جيل العصر الجديد”.. بريطانيا تطلق أكبر دراسة في تاريخها لمتابعة 30 ألف طفل مدى الحياة

ماذا لو كان مستقبل طفلك مرسوماً منذ اليوم؟ سؤال مثير تقف خلفه واحدة من أضخم الدراسات العلمية التي أطلقتها بريطانيا لمتابعة 30 ألف طفل منذ لحظة ميلادهم وحتى سنوات النضج. اليوم، كشف باحثون عن تفاصيل هذه المبادرة غير المسبوقة، التي حملت اسم “جيل العصر الجديد”، لتكون الأولى من نوعها منذ 25 عاماً.

المشروع يسعى إلى رسم خريطة دقيقة للنمو الجسدي والعقلي والاجتماعي للأطفال، مع التركيز على كيفية تفاعلهم مع التغيرات البيئية والتطورات التكنولوجية التي أعادت تشكيل تفاصيل الحياة اليومية. وتقول البروفيسورة أليسا جودمان، المديرة المشاركة للدراسة، إن “العالم تغيّر بشكل هائل منذ آخر مشروع مماثل في 2001 و2002″، مؤكدة أن النتائج المرتقبة ستمنح فهماً أعمق لمسار الطفولة في العصر الحديث.

وتضيف جودمان أن المبادرة ليست مجرد دراسة عابرة، بل “مشروع علمي بارز سيُحدث فارقاً في حياة الأطفال، ويوفر فوائد ممتدة للعلم والمجتمع”. وتوضح أن البيانات المنتظرة ستساعد في صياغة سياسات تعليمية وصحية واجتماعية تتلاءم مع تحديات الجيل الجديد.

وتنطلق خطة البحث على مرحلتين أساسيتين: الأولى حين يبلغ الأطفال تسعة إلى أحد عشر شهراً، والثانية عند عمر ثلاث إلى أربع سنوات، ثم يستمر تتبعهم طوال حياتهم لرسم صورة شاملة لمسار تطورهم من الطفولة حتى المراهقة والبلوغ.

ويموَّل هذا المشروع العملاق من صندوق البنية التحتية للبحوث والابتكار في بريطانيا، بالشراكة مع مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية، بميزانية بلغت 42.8 مليون جنيه إسترليني (58.1 مليون دولار). ويأمل الباحثون أن يقود إلى اكتشافات علمية مؤثرة، على غرار الدراسات السابقة التي غيّرت سياسات عامة على المستوى الوطني.

هذه الخطوة، التي تأتي في زمن التحولات البيئية والتكنولوجية المتسارعة، لا تقتصر أهميتها على الأوساط العلمية فقط، بل تمثل أيضاً نافذة تطل منها الأسر وصانعو القرار على مستقبل الأجيال، في محاولة للإجابة عن سؤال يثير الفضول: كيف سيبدو جيل الغد في عالم لا يتوقف عن التغير؟

المقال التالي