آخر الأخبار

تحذير دولي لزوار المملكة: لا تقربوا مياه الصنبور فهي غير صالحة…ولا تثقوا بالكلاب الضالة

حذّر تقرير نشره موقع السفر الفرنسي “partir.ouest-france.fr” من مخاطر صحية جدية قد تواجه السياح خلال إقامتهم في المغرب، وعلى رأسها مياه الصنبور غير الصالحة للشرب والانتشار اللافت للكلاب الضالة. التقرير، الذي صدر أول امس، شدد على أن هذه الجوانب تشكل تهديداً مباشراً لصحة الزوار، في حال تجاهلوا التوصيات المتعلقة بالنظافة والوقاية.

الموقع الفرنسي أكد أن مياه الصنبور في المغرب لا تصلح للاستهلاك البشري، محذراً من استعمالها حتى في تنظيف الأسنان. كما أوصى السياح بالابتعاد عن مكعبات الثلج المقدمة في بعض المطاعم الشعبية أو غير الموثوقة، لكونها غالباً مصنوعة من مياه غير معالجة. وبحسب التقرير، فإن الالتزام باستهلاك المياه المعدنية المعبأة والموثوقة يظل الخيار الأكثر أماناً.

وأضاف التقرير أن السياح الذين يتجاهلون هذه التعليمات قد يتعرضون لمشكلات صحية، أبرزها التسممات المعوية التي يمكن أن تفسد رحلتهم بالكامل. ونبه إلى أن بعض الحالات قد تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، مما يجعل الوقاية منذ البداية السبيل الأفضل لتفادي العواقب. وفي السياق ذاته، شدد الموقع على أهمية التأكد من أن قنينات المياه مغلقة بإحكام قبل استهلاكها.

إلى جانب ملف المياه، توقف التقرير عند الخطر الذي تمثله الكلاب الضالة في المغرب، خاصة في المناطق الجنوبية والسياحية. وذكر أنها تتحرك أحياناً في شكل مجموعات عدوانية قد تستهدف المارة، الأمر الذي يستدعي توخي الحذر وعدم الاقتراب منها أو محاولة استفزازها.

كما لفت المصدر ذاته إلى أن ممارسة رياضة الجري أو المشي في أماكن معزولة قد يزيد من فرص مواجهة هذه الحيوانات، داعياً السياح إلى تجنب الأنشطة الرياضية الفردية في المناطق التي تعرف انتشاراً للكلاب الضالة. ونبه إلى أن بعض الإصابات الناتجة عن العضّ أو الخدش يمكن أن تتطلب علاجاً فورياً ولقاحات ضد داء الكلب.

وفي حال التعرض لأي حادث من هذا النوع، أوصى التقرير بضرورة التوجه مباشرة إلى المراكز الطبية وعدم الاكتفاء بالإسعافات الأولية. وشدد على أن سرعة التدخل عامل حاسم في الوقاية من مضاعفات قد تكون خطيرة على الصحة. كما أشار إلى أن بعض المستشفيات المغربية مجهزة للتعامل مع هذه الحالات، لكنها قد تعرف ضغطاً في مواسم الذروة السياحية.

ولم تقتصر التحذيرات على موقع السفر الفرنسي، بل دعمتها نتائج مؤشر الأداء البيئي (EPI) الصادر عن جامعة يال الأمريكية، الذي كشف عن احتلال المغرب المرتبة 108 عالمياً من أصل 179 دولة في جودة المياه المعدة للشرب، مسجلاً 36.70 نقطة فقط. المؤشر أوضح أن هذا التصنيف يعكس معاناة السكان مع مياه غير آمنة قد تتسبب في أمراض معوية خطيرة، مؤكداً أن بلداناً أوروبية مثل النمسا وفنلندا سجلت 100 نقطة كاملة في نفس المؤشر.

وعلى الصعيد العربي، أظهر التقرير أن المغرب يتذيل الترتيب رفقة مصر في المرتبة 108، في وقت جاءت فيه الكويت في الصدارة بالمرتبة 51، تلتها قطر والأردن والإمارات والسعودية والبحرين. هذا التراجع الكبير يضع المغرب في خانة الدول التي تواجه تحديات حقيقية في ضمان مياه شرب آمنة وصحية، ما يعكس هشاشة البنية التحتية المائية وضعف الرقابة البيئية.

التقرير لم يكتف بالتحذيرات، بل قدّم أيضاً نصائح عملية، منها حمل زجاجات مياه معبأة بشكل دائم وتفادي الشرب من الصنابير العامة، إضافة إلى الابتعاد عن الكلاب الضالة حتى لو بدت غير عدوانية. واعتبر أن هذه الإجراءات البسيطة كفيلة بتقليل المخاطر بشكل كبير وضمان إقامة أكثر أماناً في المملكة.

وفي خاتمته، أكد الموقع الفرنسي أن المغرب يظل وجهة سياحية غنية ومتنوعة، لكن الوعي بالمخاطر الصحية يظل ضرورياً للاستمتاع بالتجربة دون منغصات. وخلص التقرير إلى أن الوقاية من مخاطر المياه غير المعالجة والكلاب الضالة ليست مجرد تفاصيل، بل شرط أساسي لرحلة ناجحة.

المقال التالي