آخر الأخبار

فرنسا ملاذ “طوطو” بعد شكاوى رسمية حول تجاوزاته الأخلاقية في حفلات الصيف

لطالما ارتبط الفن بالموسيقى والرسائل النبيلة التي تهدف إلى التأثير الإيجابي في المجتمع، خاصة في صفوف الشباب والمراهقين، إلا أن بعض الفنانين قد يحيدون عن هذا الهدف، محولين تأثيرهم الكبير نحو مسلكيات وسلوكيات سلبية.

كان مغني الراب المغربي المعروف بـ”طوطو” (ElGrande Toto) مثالاً على ذلك، حيث تحوّلت رسائله في السنوات الأخيرة من الفن الراقي إلى محتوى يستخدم فيه ألفاظاً نابية، ويتناول بشكل صريح المخدرات والخمر، وهو ما يثير المخاوف بشأن تأثيره على الناشئة والسلوك العام.

وفي سياق هذه الانتقادات، توصلت السلطات القضائية بشكاية رسمية تقدمت بها جمعية مدنية بمدينة القنيطرة تتهمه بـ”الإخلال العلني بالحياء العام”، على خلفية ما صدر عنه خلال حفلي الرباط والقنيطرة الأخيرين، حيث اعتبرت الجمعية أن تصرفاته تتنافى مع القيم الأخلاقية ومع القوانين المعمول بها في المغرب.

وعلى اثر ذلك ، وخوفا من المتابعة القضائية ، غادر طوطو الاراضي المغربية متوجها إلى فرنسا، حيث نشر عبر خاصية “ستوري” على حسابه في إنستغرام مقطع فيديو من داخل المطار، موجهاً رسالة لمنتقديه قائلاً: “لا أكترث ولن أكترث”، مع الإشارة إلى إمكانية الرد بطرق أخرى إذا استمرت الحملة ضده.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ نشر الفنان صورة له وهو يقوم بحركة اعتبرها متابعون غير أخلاقية بيده، مصحوبة بعبارات نابية يُرجح أنها موجهة للجهة التي رفعت الدعوى القضائية ضده؛ هذه العبارات توحي بتهديد محتمل لجهة معينة إذا لم يتم تسوية وضعه القانوني، ما اعتبره متتبعون خروجا عن الأخلاق العامة ويزيد من تعقيد الجدل حول سلوكه.

ويحظى “طوطو” بقاعدة جماهيرية كبيرة، خاصة من فئة المراهقين، ما يضاعف المخاطر المرتبطة بتأثير هذه التصرفات على الناشئة والسلوك العام، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية الفنانين تجاه جمهورهم.

وتفتح هذه القضية نقاشاً واسعاً حول حدود حرية التعبير والإبداع الفني في المغرب، وضرورة موازنة ذلك مع الالتزام بالقيم الأخلاقية والقانونية بما يحمي المجتمع من التأثيرات السلبية للفن الموجه نحو التشجيع على السلوكيات الضارة.

المقال التالي