أكادير تغرق في الفوضى المرورية… ومجلس أخنوش يستيقظ بعد فوات الأوان

لا يكاد صيف يمر بمدينة أكادير دون أن تعيش شوارعها على وقع اختناقات مرورية خانقة، تجعل تنقل السكان والزوار أشبه بمغامرة يومية؛ فمع كل موسم اصطياف، يتجدد المشهد نفسه: طوابير من السيارات في المحاور الرئيسية، صعوبة في الوصول إلى الشاطئ، وإرهاق متزايد لرجال الأمن الذين يجدون أنفسهم في مواجهة وضع استثنائي دون رؤية واضحة من المجلس الجماعي.
لكن المثير هذه السنة هو أن لجنة السير والجولان لم تتحرك إلا بعد انتهاء العطلة الصيفية وعودة أغلب المصطافين إلى مدنهم، أي حين فقدت الإجراءات قيمتها على أرض الواقع؛ قرار متأخر يؤكد مرة أخرى أن تدبير المجلس الجماعي، بقيادة عزيز أخنوش، يغلب عليه الارتجال ورد الفعل بدل الاستباق والتخطيط.
كان من المنتظر أن تنعقد اجتماعات اللجنة في بداية يونيو، وأن تتخذ قرارات عملية لتخفيف الضغط عن المدينة في ذروة الموسم السياحي، كإعادة فتح بعض المحاور في الاتجاهين أو تنظيم حركة المرور بشكل أكثر عقلانية؛ لكن ما وقع هو العكس تماماً، حيث تُركت الشوارع تعاني الاكتظاظ، وتُرك المواطنون والزوار يواجهون معاناة يومية طيلة أسابيع، في حين ظل المجلس منشغلاً بحساباته السياسية أكثر من انشغاله بمصالح الساكنة.
الأمر لا يقف عند حدود سوء تدبير حركة السير، بل يتعداه إلى الطريقة التي تُدار بها أوراش تهيئة الطرق؛ فالمقاولات التي أسندت إليها الأشغال بدأت العمل في محاور متعددة بشكل متزامن، ما حول أكادير إلى ورش مفتوح وغير منظم؛ غياب التنسيق والتتبع من طرف المجلس زاد الطين بلة، وجعل المرور في بعض الشوارع مهمة شبه مستحيلة، خصوصاً في قلب الموسم السياحي.
الازدحام الكبير لم يرهق فقط السكان والراجلين وأصحاب السيارات، بل انعكس أيضاً على عناصر الأمن المكلفين بتنظيم المرور؛ هؤلاء وجدوا أنفسهم مجبرين على التدخل في كل المداراة الطرقية تقريباً، معتمدين على إغلاق بعض المسالك بالمتاريس الحديدية لتخفيف الضغط، وهو حل ترقيعي يفضح غياب استراتيجية واضحة لدى المجلس.
في اجتماعها الأخير، خرجت اللجنة ببعض القرارات التي سيُعرض جزء منها على المجلس في دورة أكتوبر، مثل السماح لسيارات الأجرة بولوج ممر “توادا” في كلا الاتجاهين، تخصيص مواقف إضافية للأشخاص في وضعية إعاقة، ومنع مرور الشاحنات الكبيرة وسط المدينة؛ قرارات تبدو إيجابية في ظاهرها، لكنها تبقى مجرد ردود أفعال متأخرة، وكان بالإمكان أن تُحدث فرقاً كبيراً لو اتُّخذت قبل شهور.
تعليقات