بعد كلمة الزفزافي.. أفتاتي يدعو إلى طي صفحة الاحتقان والرميد يتحدث عن “انعطافة” نحو العفو

ألقى ناصر الزفزافي، الوجه البارز في حراك الريف، كلمة شديدة الأهمية خلال تشييع والده بالحسيمة الأمس. وتحدث الزفزافي من فوق سطح منزله أمام المئات قائلاً: “لا شيء يعلو فوق مصلحة الوطن”، في رسالة اعتبرت محطة مفصلية في مسار القضية.
جاءت هذه الكلمات في لحظة جمعت بين الحزن والسياسة، حيث شهدت الجنازة حضوراً كثيفاً للمواطنين وأنصار الحراك. وأظهر المشهد الزفزافي وهو يتحدث بحرية تامة، رغم كونه محكوماً بعشرين سنة.
من جهة أخرى، تفاعلت الأوساط السياسية مع هذه التطورات، حيث دعا عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، إلى “طي صفحة الاحتقان” في المنطقة. وأكد في تصريح خاص أن “بلادنا بحاجة إلى مبادرة وطنية تنهي المعاناة”.
بدوره، علق مصطفى الرميد، وزير العدل الأسبق، على المشهد واصفاً إياه بـ”اللحظة الاستثنائية”. وأشار إلى أن “الملف يوشك أن يعرف منعطفه الأخير”، في إشارة إلى قرب حلول مرحلة جديدة.
تحمل رسالة الزفزافي دلالات متعددة، فهي موجهة للدولة كبادرة مصالحة، ولأنصاره كتوجيه نحو خطاب وحدوي. وتعكس نضجاً في التعاطي مع الملف بعد سنوات من التوتر.
من جانبه، شدد أفتاتي على ضرورة “مبادرة وطنية جامعة” تأخذ بعين الاعتبار المعاناة المستمرة لأهالي المنطقة. ودعا إلى عفو عام ينهي ملف المعتقلين.
أما الرميد فأكد أن السماح للزفزافي بالمشاركة في الجنازة “يمثل رسالة إيجابية”. وأعرب عن أمله في أن “تكون هذه التطورات بداية لمرحلة جديدة”.
هذه المواقف المتقاربة تفتح الباب أمام مصالحة وطنية شاملة، بعد سنوات من الجدال حول قضية الريف. وتظهر إرادة مشتركة من مختلف الأطراف للعمل نحو حلول تخدم الصالح العام.
تشكل هذه التطورات مؤشراً إيجابياً على إمكانية إنهاء واحد من أكثر الملفات تعقيداً في المشهد السياسي المغربي. وتضع الأسس لمرحلة جديدة تقوم على الحوار والمصالحة.
تعليقات