حميد وهبي الغائب عن البرلمان حاضر بقوة بمهرجان الذرة…هل هي حملة انتخابية؟

يثير الأداء البرلماني للنائب البرلماني عن دائرة أكادير إداوتنان، حميد وهبي، الكثير من علامات الاستفهام، خاصةً مع قرب نهاية الولاية التشريعية؛ ففي الوقت الذي تتصاعد فيه تساؤلات المواطنين حول حصيلة ممثليهم في المؤسسة التشريعية، يبرز اسم وهبي في أسفل الترتيب من حيث عدد الأسئلة الموجهة للوزارات، مما يعكس ضعفاً واضحاً في دوره الرقابي والتشريعي.
هذا الأداء الهزيل، يرافقه غياب شبه دائم عن جلسات البرلمان، وهو ما يبرره مقربون منه بـ”ظروفه الصحية”، ليترك مقعده شاغراً في وقت تزداد فيه حاجة المواطنين لمن يدافع عن قضاياهم تحت القبة.
ولكن، ما يثير الاستغراب والجدل، حسب معلقين، هو أن الظروف الصحية التي قيل إنها تمنع وهبي من حضور جلسات البرلمان لم تمنعه من الظهور في مهرجانات شعبية؛فقد كان وهبي حاضراً يوم أمس في مهرجان الذرة بجماعة المهارة بإقليم تارودانت، إلى جانب عدد من قيادات حزب الأصالة والمعاصرة، على رأسهم النائب البرلماني حسين بورحيم.
هذا التناقض بين الغياب عن مهامه الأساسية والحضور في مثل هذه المناسبات التي يعتبرها متابعون حملات انتخابية سابقة لأوانها، يضع النائب البرلماني في موقف حرج أمام ناخبيه، ويضعه أمام تساؤلات عديدة حول أداءه السياسي وأولوياته.
إن حضور وهبي وغيره من القيادات السياسية في مهرجانات محلية، بات يُنظر إليه من قبل العديد من المراقبين كجزء من حملة انتخابية مبكرة؛ فبعد سنوات من الغياب عن الساحة وتجاهل قضايا المواطنين، يظهر هؤلاء المسؤولون مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة لتلميع صورهم واستعادة ثقة الناخبين؛ هذا السلوك يعمق من الشعور بفقدان الثقة في الممثلين السياسيين الذين يظهرون فقط في المناسبات التي تخدم مصالحهم الانتخابية، بدلاً من أداء واجبهم البرلماني بكل تفانٍ ومسؤولية.
وفي الوقت الذي يطمح فيه المواطنون في إقليم تارودانت وجهة سوس ماسة عموماً إلى رؤية برلمانيين يمثلونهم بفعالية، فإن حضور المسؤولين في المهرجانات بينما تتراجع حصيلتهم البرلمانية، يؤكد أن الأولوية بالنسبة لهم هي الظهور الجماهيري، وليس العمل الجاد الذي يخدم مصالح الوطن والمواطنين. ويبقى السؤال معلقاً: هل يحتاج الناخبون إلى ممثلين يظهرون في المهرجانات، أم إلى برلمانيين يدافعون عن حقوقهم داخل قبة البرلمان؟
تعليقات